الأخبار

عوني الداوود : سيبقى الأردن شامخًا لا تهزه رياح الأكاذيب والفتن

عوني الداوود : سيبقى الأردن شامخًا لا تهزه رياح الأكاذيب والفتن
أخبارنا :  

يدرك الأردن تمامًا، قبل وبعد 7 أكتوبر / تشرين الأول 2023، أنه يخوض حربا شرسة ضد كل من يعمل للقضاء على القضية الفلسطينية بكل تفاصيل ملفاتها المتعددة (القدس والأقصى.. الوصاية الهاشمية.. المقدسات الإسلامية والمسيحية.. اللاجئون وحق العودة.. الضفة.. غزة.. التهجير + ..الخ). كل هذه عناوين لقضية واحدة مركزية يقف الأردن قيادة وشعبًا في الصف الأول للذود عن حماها.
ويدرك الأردن تمامًا، أنه سيدفع ثمنًا لموقفه الشريف في زمن عزّ فيه الشرف والشرفاء.. يوم أعلن جلالة الملك موقف الأردن بلاءات ثلاث لا تحتمل التأويل ولا التفصيل (لا للتهجير، ولا للتوطين، ولا للوطن البديل)، وليقود حملة لا تزال مستمرة من أجل موقف عربي إسلامي دولي موحد، لوقف حرب الإبادة المستعرة التي يقوم بها العدو الإسرائيلي ضد الأبرياء في غزة تحديدا منذ نحو عام ونصف العام، تجاوز عدد ضحاياها والمصابين وممن قضوا تحت الركام أكثر من 200 ألف شهيد وجريح، إضافة إلى عشرات الآلاف ممن قضوا وجرحوا وسُجنوا في حرب (إزالة المخيمات) في الضفة وغيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويدرك الأردن تمامًا أنه يخوض حربًا بموقفه المشرف ضد كل أعداء الإنسانية ممن تعرّت مواقفهم، وكُشفت أمام الرأي العالمي وشعوب العالم التي أدركت حجم الكذب والتضليل وشعارات حقوق الإنسان والطفل والمرأة.. شعارات سقطت مع كل قطرة دم زكية لطفل أو امرأة أو شهيد على ثرى غزة الطاهر وعموم فلسطين.
من قدّم.. ولا زال يقدّم لغزة وفلسطين ما قدمه ويقدمه الأردن الذي نذر نفسه وكل إمكاناته في تصرف الأهل في غزة وفلسطين دون منّة أو انتظار شكر على مواقف يراها الأردن واجبا.
من غير الأردن قرن الأقوال بالأفعال منذ بدء العدوان على غزة؟ ففي الوقت الذي كان البعض يطالب بإيصال المساعدات كان الأردن، وبمشاركة جلالة الملك شخصيا، أول من يكسر الحصار بإنزالات جوية للمساعدات إلى الأهل في غزة؟ وتشارك النشمية الأردنية سمو الأميرة سلمى بنت عبدالله الثاني في إحدى الإنزالات، ويتقدم سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، الصفوف ليكون أول مسؤول رفيع المستوى يصل مطار العريش ليشرف شخصيا على إدخال المساعدات الطبية والصحية والإنسانية للأهل في غزة.
هذا على الصعيد الإنساني والصحي والطبي.. والذي كان للهيئة الخيرية الهاشمية اليد الطولى، ولا زال موقفها المشرف شاهدا للعيان كبوابة وحيدة هي اليوم للإبقاء على الأمل بالحياة في غزة التي لم تعد صالحة للحياة، والتي نزح أكثر من 1.9 مليون من أهلها إلى جنوبها، وهم اليوم يواجهون خطر الموت جوعا وعطشا بشهادة ما تبقى من منظمات إنسانية دولية مطلعة على ما يجري في قطاع غزة.
علينا أن ندرك بأن من يسعى اليوم لإبادة غزة ومخيمات الضفة والقضاء نهائيا على «الأونروا» لطيّ ملف اللاجئين وحق العودة، ويسعى للقضاء على كل مقومات الحياة في غزة.. ليس من صالحه أن تبقى هناك طاقة أمل في الحياة تفتحها الأردن - وليس غيرها - وتقدمها عن طريق الهيئة الخيرية الهاشمية - وليس غيرها - إلى الأهل في غزة. لذلك علينا ألا نستغرب اليوم - ولربما غدا أو بعد غد - أن تفتري وكالة أجنبية كذبا وزورا وبهتانا على الأردن والهيئة الخيرية الهاشمية، ليواجه كذبها بردة فعل من الأردن والأردنيين، ومن جهات عملت مع الأردن وتعي تماما نُبل الأردنيين وشهامتهم ومواقفهم.
إسرائيل ومن يدور في فلكها، ترى أن خط الدفاع الأول عن فلسطين وعن غزة هو الأردن ملكا وجيشا وشعبا وإعلاما، لذلك فإنها لن تتورع عن الهجوم من خلال محاولات التشويه تارة والكذب والافتراء والادعاء مرات ومرات، لكن كل تلك الجهات مهما حاولت فإن سهامها المسمومة سترتد إليها سريعا وستتكسر على حائط جبل لا تهزه رياح الكذب والتشويه وإثارة الفتن.. جبل صمود وشموخ يتمثل بجبهة داخلية متماسكة وملتفة حول قيادتها الهاشمية المظفرة التي تؤكد دوما بأن «بوصلة الأردن ستبقى فلسطين، وتاجها القدس الشريف». ــ الدستور

مواضيع قد تهمك