كمال زكارنة يكتب : الكشف عن اخطر مخطط امريكي غربي !

كمال زكارنة :
صرحت السفيرة الأمريكية في القاهرة "آن باترسون" أن عودة اليهود من الشتات ومن كافة بلدان العالم، إلى أرض الميعاد، من النيل إلى الفرات صار وشيكاً، وأعلنت بفخر أنها لعبت دوراً محورياً وخطيراً، حقق لشعب الله المختار التنبؤات التي قيلت عنه بصورة تعتبر اعجازية ، وأكدت أن إسرائيل قد تحملت الكثير من الاستفزازت والاعتداءات والتهديدات، وأن الصبر لن يطول وأنه في حال اضطرت إسرائيل إلى المواجهة العسكرية فإنها لن تتردد، وأنها ستكون الحرب الأخيرة "هرماجدون” ،التي ستشارك فيها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والناتو، وكافة الدول المحبة للسلام لأجل إعادة الحقوق إلى أصحابها، وأن اليهود لن يسمحوا بتكرار الهولوكوست ضدهم في المنطقة بما أن العرب والمسلمين طبيعتهم عنيفة، ويميلون إلى الهمجية والإرهاب، ويغارون من اليهود لأنهم أكثر تحضراً وتقدماً وثراءً منهم ،ولهذا فإن الصراع سيكون لأجل البقاء وسيكون البقاء للأقوى بالطبع.."
هذا التصريح ظاهره تضامن وتأييد لليهود ،وكأنهم مشردين في بقاع الارض، ويجب العمل على عودتهم الى ارضهم المحتلة من قبل العرب،التي تقع بين نهري النيل والفرات،وان هذه العودة اصبحت مؤكدة ووشيكة.
لكن في باطن التصريح ،نجد ان هناك مشروع امريكي غربي اسرائيلي،يستهدف الوطن العربي ،ويهدف الى احتلال ما بين النيل والفرات وتسلميها لليهود ،لاقامة مملكتهم او موطنهم المزعوم ،وهذا المشروع يشكل فرصة ذهبية لامريكا واوروبا، للتخلص من ما تبقى من اليهود في تلك الدول،لانهم يعتبرونهم نفايات بشرية،بعد ان دفعوا بسبعة ملايين ونصف المليون يهودي الى فلسطين منذ عام 1847 وحتى الان.
هذا المشروع الاحتلالي الاستعماري الاحلالي الجديد،الذي ترعاه وتدعمه امريكا واروبا وفقا لتصريح السفيرة الامريكية ،يهدف الى اراحة تلك الدول من اليهود وقرفهم ومشاكلهم وتأثيرهم ونفوذهم،والالقاء بهم الى الشرق الاوسط وتحديدا الى الوطن العربي ،تحت مسميات زائفة وكاذبة وخزعبلات لا اساس لها من الصحة التاريخية والدينية والحضارية.
كل المخططات التدميرية والتخريبية، التي اخرجت اهم الدول العربية من جبهات وساحات المواجهة مع الكيان،كانت من اجل تنفيذ مشروع تجميع اليهود في مملكتهم المزعومة ما بين النيل والفرات.
اخراج الدول العربية من المواجهة ،جاء بثلاث طرق ،الاولى ابرام معاهدات سلام وتحييد الدول التي وقعت معاهدات سلام مع الكيان،والثانية التطبيع المجاني دون اي مقابل ،والثالثة تدمير وتخريب بعض الدول العربية من الداخل ،باحداث الفوضى الخلاقة وما سمي بالربيع العربي.
اليوم بقيت في وجه ذلك المشروع الاستعماري عقبة المقاومة ،ويعملون على تصفيتها والقضاء عليها ،حتى لا تعيق تنفيذ المشروع.
تصريح السفيرة الامريكية ،يضع الامة العربية امام اختبار حقيقي وخطير جدا،وقد يكون الاكثر خطورة منذ ثمانين عاما.
قد يقول البعض ،ان تجميع اليهود في هذه الارض المباركة ،امر محتوم لانه وعد الله ،حيث ستتم ابادتهم ونهايتهم والقضاء عليهم فيها.
تنفيذ هذا المشروع ،لا سمح الله،يعني ازالة دول عربية من الوجود ،وتقسيم دولا اخرى ،واحتلال مساحات واسعة من الوطن العربي،وربما يكون هذا هو الشرق الاوسط الجديد، الذي يتحدث عنه دائما نتنياهو.
اليوم نراهم يعلنون ويتحدثون بكل وقاحة ،عن مشاريعهم الاستعمارية في وطننا العربي ،ومن عواصمنا ودولنا العربية،وكأنهم يتحكمون بمصائرنا كعرب،فلا قرارات مستقلة لدولنا،هم وحدهم يخططون ويقسمون ويحتلون ويستوطنون ويستعمرون،والامة العربية مجرد ارقام بلا قيمة في نظرهم.
ما يحدث في فلسطين وسوريا ولبنان،ليس الا بداية تنفيذ المشروع الاستعماري في الوطن العربي،وليس دفاعا عن النفس، كما يروجون ،فالخطر قادم وداهم، وعلى الدول العربية ان تصحو وتستيقظ قبل فوات الاوان.