علاء القرالة : في الاردن لا بطالة.. بل كسل..!!

لا أعلم ما هو المقياس الذي يعتمد لاحتساب معدلات البطالة في الأردن، لكن ما أعلمه يقينا أنه من غير المنطقي الحديث عن بطالة في بلد يستضيف مئات الالاف من العمالة الوافدة، خصوصا في فئة الشباب الذكور، وهذا ما يدفعني للجزم بأن مشكلتنا ليست البطالة بحد ذاتها، بل اعتماد شبابنا المفرط على الوظائف الحكومية و المكتبية فقط، فهل هذه بطالة ام كسلا ونياطة؟.
من وجهة نظري، يكون الحديث عن البطالة منطقيا عندما تتجاوز أعداد العاطلين عن العمل لدينا عدد العمالة الوافدة في الأردن، غير أن الواقع يشير إلى أن العمالة الوافدة «سواء المصرح بها أو المخالفة» تفوق أعداد العاطلين عن العمل بمقدار الضعف أو أكثر، رغم أن أجورهم غالبا ما تتجاوز ضعف ما يتقاضاه موظفو الحكومة وأحيانا ضعف ونصف رواتب موظفي القطاع الخاص في الوظائف المكتبية.
ما يجهله كثير من شبابنا الذين قد يصح وصف بعضهم بـ«الكسالى» والنايطين لا «العاطلين»، أن دخل العامل الوافد في مهن مثل الكهرباء لا يقل في كثير من الأحيان عن 1000 دينار شهريا، وان دخل الخباز قد يتجاوز 900 دينار، الأمر ذاته ينطبق على مهن مثل السباكة والبناء والدهان ووفنيي الصيانة وغيرها من المهن الفنية والحرفية.
مؤخرا، أقر مجلس الوزراء تخفيض رسوم تصاريح بعض العمالة الوافدة، وفتح المجال أمام تشغيلها في ما سمي «المهن المتخصصة» لتشجيع الاستثمار، وهنا يطرح السؤال نفسه، لماذا لا يتم تدريب وتأهيل شبابنا لشغل هذه المهن المتخصصة؟، او أليس هذا ما دعت له رؤية التحديث الاقتصادي التي تهدف لتوفير مليون فرصة عمل للأردنيين؟.
الواقع والدراسات تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى اختفاء العديد من الوظائف التقليدية، باستثناء تلك المهن الحرفية والمتخصصة التي لا يمكن الاستغناء عنها بسهولة، ولهذا، على الحكومة أن تسرع في تنفيذ البرامج اللازمة لاقناع وتشجيع الشباب للانخراط في هذه المهن.
المؤشرات تؤكد على أن اقتصادنا قادرا على خلق فرص العمل، حيث تراجعت نسبة البطالة الى 21.4% في عام 2024 مقارنة بـ22% في عام 2023، وهذا يتطلب منا تركيزا أكبر على دعم المهن الحرفية.
خلاصة القول، اسمحوا الي أن أسدي نصيحة لشبابنا ونحن نحتفل بيوم العمال، أن يدركوا اليوم أن الوظائف الحكومية والمكتبية لم تعد متاحة كما كانت في السابق، وأن الاعتماد على الدولة في تأمين الوظيفة لم يعد واقعيا، كما أن على الحكومة أن تسارع في تطبيق برامج تدريب وتأهيل إلزامية » لا اختيارية» وذلك من خلال إعادة خدمة العلم بصيغه جديدة، فهذا، في رأيي، هو الحل الحقيقي لمواجهة الكسل والتواكل والنياطة. ــ الراي