حمادة فراعنة يكتب : جرائم المستعمرة

مفاجآت، أسئلة، دهشة، ذهول، مفردات عديدة يمكن توظيفها للاستدلال على ماهية الموقف الأميركي الأوروبي مما يجري في فلسطين، في غزة، مع أطفالها، عائلاتها، مع البشر، مع العرب الفلسطينيين من المسلمين والمسيحيين!! كيف يسكتون على ما يجري في غزة؟؟ ألا تحركهم ضمائرهم؟؟ إنسانيتهم؟؟ قيم العصر التي يتباهون بها؟؟
مفردات اللغة العربية تعجز عن وصف جرائم المستعمرة بحق الشعب الفلسطيني أبناء غزة: تطهير عرقي، إبادة جماعية، قتل بدم بارد، تصفية للبشر، ما يفعلوه في قطاع غزة هو حصيلة كل هذه المفردات ودلالاتها تهدف لتحقيق غرضين:
أولاً: قتل أكبر عدد من المدنيين الفلسطينيين.
ثانياً: العمل على طردهم، تشريدهم، ترحيلهم إلى خارج وطنهم، خارج فلسطين.
ولكن هل هذا حصل لأول مرة؟؟ الجواب بالقطع لا، لأن ما حصل عام 1948، عام النكبة، عام طرد نصف الشعب الفلسطيني خارج وطنه، بعد سلسلة مجازر رصدها المؤرخ الإسرائيلي صديق الشعب الفلسطيني الذي يرفض الصهيونية ومشروعها الاستعماري، إيلان بابيه في كتابه: «التطهير العرقي في فلسطين» ، ولذلك ليست المرة الأولى التي يقترف فيها الصهيوني الإسرائيلي اليهودي ما يفعله من جرائم في غزة، فقد سبق وفعل ذلك غير مرة، ولم يُحاسب، لم يتحمل أي مسؤولية قانونية أو اخلاقية أمام العالم، بل بالعكس، على الرغم مما قارفه من جرائم ومجازر، وطرد نصف الشعب الفلسطيني، وافقوا على قيام المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي على أرض فلسطين لماذا؟؟
لأن من وقف معهم وساندهم، هم أولاً البلدان الأوروبية: بريطانيا، فرنسا، ايطاليا، اسبانيا، المانيا، بلجيكا، التي فعلت هذه البلدان جرائم مماثلة بحق الشعوب الافريقية، والاسيوية، وأميركا اللاتينية. وثانياً الولايات المتحدة التي فعلت عبر المهاجرين الأوروبيين الذين وصلوا الأرض الأميركية كمستعمرين، قتلوا خمسين مليون مواطن من أهل البلدان الأصليين الذين أطلقوا عليهم الهنود الحُمر.
صمت وخجل البلدان، لان أغلبها لا يملكون الشجاعة لمواجهة الأميركيين والأوروبيين الداعمين للمستعمرة، والحجة الثانية الكذابة وجود حماس، في إدارة قطاع غزة، وتحت غطاء هذه الحجة، مهما بدت تضليلية، فهل يجوز؟ هل مقبول؟ ذبح وقتل المدنيين لأن تنظيما «متطرفا» مهيمن متسلط على قطاع غزة؟ هل يجوز في القانون الجنائي و مسموح هدم بناية على رؤوس سكانها لوجود عصابة: تعتصم، أو تختبأ، أو تتحصن، أو تختطف سكانها، فيتم تدميرها على سكانها لمجرد وجود عصابة مجرمة داخلها ؟؟.
القتل الإسرائيلي مقصود للتخلص من الديمغرافيا، من البشر، من أهل البلاد، من الفلسطينيين، بهدف تطهيرها من أهلها لتكون لهم نقية من العرب الفلسطينيين، وكما قال الوزير سموترتش في «خطة الحسم» على الفلسطيني أن يختار بين ثلاثة خيارات: 1- الموت، 2- الرحيل، 3- أن يعيش في «إسرائيل» بلا حقوق سياسية أو مدنية، وهو ما يفعلوه بحق الفلسطينيين.
السؤال ما هو مطلوب من العرب والمسلمين والمسيحيين، ومن العالم المتحضر النقي من التراث الاستعماري؟ ما هو مطلوب منهم لوقف الضرر والمذابح والقتل والتدمير بحق الفلسطينيين؟؟