د. احلام ناصر : بعرقكم تبنى الأوطان .. رسالة في يوم عيد العمال

في يوم عيد العمال، لا نكتفي بأن نرفع القبعة إحترامًا وتقديرًا لمن يبنون بأيديهم وبهممهم هذا الوطن، بل نرفع معهم راية الالتزام الحقيقي المبني على الحق والعدل والتفاني والحب والعطاء.
التزامٌ من كل عامل وموظف، في القطاعين العام والخاص، أن يجعل من عمله طريقًا لإعمار الأرض التي يعيش عليها، وجسرًا للمحبة وبيئة خصبة للمنافسة الشريفة بعيدا عن ميادين الخصومة والحسد والغيرة.
في هذا اليوم، علينا كعمال ان نتعاهد أن يكون عملنا شهادة حب لوطننا، وأن يكون عطاؤنا بعيدًا عن الظلم والاستغلال والكراهية، وموسومًا من الإخلاص والعدل والإبداع.
يوم العمال ليس مجرد احتفال، بل هو وقفة ضميرٍ، وقفة يتذكر فيها كل عامل أن قبول العمل الشريف بجميع أشكاله هو شرف، وأن الإنتاج الحقيقي هو حجر الأساس لكل نهضة، وانه حق للوطن على كلٍ منا.
وأن تربية الأجيال على احترام العمل الوطني والتطوع لخدمة المجتمع، هي زراعة الأمل في مستقبل أفضل.
وفي هذا اليوم، لا بد أن نوجه أيضًا رسالةٍ صادقة إلى أصحاب العمل، إن العامل ليس آلةٌ تُستنزف، بل إنسانٌ يستحق بيئة عمل كريمة، وأجورًا عادلة، واحترامًا حقيقيًا لإنسانيته ودوره في بناء المجتمع.
الاستثمار الحقيقي لا يُقاس فقط بجمع الأرباح، بل يبدأ باحترام الإنسان الذي يصنع هذه الأرباح.
إن تكريم العامل واحتضان أبناء الوطن ببيئة عمل عادلة ليس ترفًا أخلاقيًا، بل ضمانًا حقيقي للأمن الاجتماعي، الذي يحمي مصالح الجميع، ومنهم أصحاب العمل قبل غيرهم.
فكل يد تُحترم، وكل كرامة تُصان، لبناءِ مجتمعٍ أكثر استقرارًا، وخلق بيئةِ إنتاجٍ مزدهرة بعيدة عن النزاعات والاضطرابات. من يحفظ حق وكرامة العامل اليوم، يحمي استقرار وطنه ومستقبل واستمرارية أعماله التجارية.
أيها العمال... اليوم يومكم، واليوم عهدكم مع الوطن.
ازرعوا قيم العطاء في كل ساعة عمل، واسعوا إلى رفعةِ وطنكم بعرقكم وضميركم.
فبكم تُبنى الأوطان، وبكم تحيا الكرامة، وبكم يُكتب المستقبل.
كُلُّ عامٍ وأنتم بخير، عيدُكم عيدُ العِزِ والكَرامةِ، وعَهدٌ مُتَجدِّدٌ بالتفاني والإِخلاص، في مَيدانِ العَمَلِ الشَريف.