الصادق الفقيه يحاضر حول الحياد الإيجابي في السياسة الخارجيّة العمانيّة

عمان – أوضح الدكتور الصادق الفقيه، الأمين العام لمنتدى الفكر العربي أن سلطنة عُمان تتبنى سياسة الحياد الإيجابي منذ القدم، وأنها تملك تجربةً تاريخيةً طويلةً ممتدة في هذا الجانب، مبينًا أن معنى الحياد الذي تنتهجه عُمان لا يعني أن تستنكف الدولة بسلبية على شؤونها الداخلية فقط، بل يكون من خلال مساعدتها لدول الجوار دون تدخل في شؤونها الداخلية، أو الانحياز إلى أي طرف في النزاعات الإقليمية، الأمر الذي يؤدي إلى المساعد في الحد من الصراعات والإسهام في فض النزعات.
جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها الدكتور الصادق الفقيه تحت عنوان "الحياد الإيجابي في السياسة الخارجيّة العمانيّة"، نظمها منتدى الفكر العربي بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات العُمانية في جامعة آل البيت، يوم الأربعاء 30/4/2025، في مقر المنتدى.
وبين د.الفقيه خلال حديثه أن المواقف المستقلة والحيادية الإيجابية لعُمان وعلى الرغم من تصاعد التوترات والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، يضعها أمام العديد من التحديات الداخلية والخارجية، وخصوصًا من الدول التي تسعى لبسط نفوذها الإقليمي، وتعتبر أي موقف حيادي تهديدًا لاستراتيجياته.
وأشار د.الفقيه في مستهل حديثه إلى الإمبراطورية العُمانية، مبينًا أنها امتدت عبر التاريخ من سواحل إفريقيا وحتى سواحل الهند، وإلى دور العُمانيين في إثراء اللغة والأدب السواحلي في شرق أفريقيا ودول البحيرات العظمى، الأمر الذي يؤكد قدرة الإنسان العُماني على التواصل الحضاري مع مختلف الشعوب وتكوين العلاقات التجارية والاجتماعية والسياسية، مؤكدًا أن هذا الانتشار والتأثير الكبير للإمبراطورية العُمانية عبر التاريخ لم يكن انتشارًا أو تأثيرًا بالقوة؛ بل كان معينًا وليس مانعًا لتقدم الدول.
وتحدث د.الفقيه حول السياسة الخارجيّة لسلطنة عُمان وتعاملها مع الأزمات، مبينًا دورها في حلّ العديد من القضايا الإقليمية التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة، فقد أسهمت في تقليل التوتر وعقد مباحثات سلام بين أطراف النزاع في اليمن، ودورها الكبير في الملف الإيراني، والقضية الفلسطينية مما يجعلها وسيطًا محتملاً في النزاعات بين الدول في الإقليم وخارجه.
وخلال تقديمه للمحاضر تحدث د.محمد القطاطشة أستاذ العوم السياسية في الجامعة الأردنية عن تغير المنظومة السياسة الدولية، وأن ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط وخصوصًا في فلسطين يؤثر بشكل كبير على سلوكيات الدول في المنطقة وسياساتها الداخلية، إذ أصبحت هذه الأحداث جزءًا من سياسات تعامل الدول الكبرى مع دول المنطقة.
وأشار د.القطاطشة إلى الدور الدول العربية في حل النزاعات من خلال الاتفاقيات السلام الموقعة، ودورها في تعزيز الأمن والاستقرار، مبينًا الدور العُماني الإيجابي والفاعل والمهم في السعي لإيجاد حل للأزمات في الإقليم، بالتنسيق مع الأطراف الأممية والإقليمية والدولية ذات الصلة من أجل الوصول إلى حل سياسي سلمي وشامل.
وقد حضر المحاضرة كلّ من السفير العماني والسفير اليمني لدى الأردن، وعددًا من الشخصيات الأكاديمية والسياسية.
هذا، ويذكر أنه جرى نقاش موسع بين المشاركين والحضور حول القضايا التي طُرحت.