سلطان حطاب يكتب : رياض منصور… بيض الله وجهك

كتب سلطان الحطاب –
بيض الله وجهك يا رياض منصور، فقد أشعلت ماكينة الدفاع عن شعبك تحت الاحتلال في الأمم المتحدة التي أسميتها "حارة” وعملت فيها لسنوات طويلة.
هذا الرجل رياض لا يكل ولا يملّ ويواصل تمرينه الدبلوماسي ليل نهار باخلاص ومتعة
ولم يعد دبلوماسياً واحداً في الامم المتحدة لا يعرفه.
وقد قدمه السيد محمد اصبيح نائب رئيس المجلس الوطني بعبارات عميقة وجميلة في قاعة المجلس، ولفت الانتباه اليه الرئيس محمود عباس، في انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني، في رام الله، وكنت حاضراً حين أثنى على دور منصور وبسالته وقدراته وكسبه لمزيد من الصداقات العالمية، وتخذيله لخطط التآمر والمشاريع المقدمة ضد القضية الفلسطينية.
عرفته الأروقة فارساً مملوءاً بحق شعبه وحافظاً فاهماً لرواية وسرديته، فقد جاء الى الدبلوماسية من الجامعة من التدريس ومن العلوم السياسية التي درسها في الولايات المتحدة.
بدأ حياته لاجئا مع اسرته ومهاجراً مع والده واخوته ووالدته الى الولايات المتحدة التي خبرها بحكم العيش فيها وتسلح بالمعرفة عنها في مهمته، قلت في نفسي بيض الله وجهك يامنصور وحين قال أن الملك عبد الله، أكثر القادة العرب شجاعة ووعياً على القضية وان خطابه عنها وفيها هو أصدق الخطابات وأوضحها وأقربها للفهم.
وأن العالم يحترم في الملك دوره وصدقه، وثمن عالياً الدور الأخير للأردن أمام التحديات التي تواجه الأردن ومخططات الإبادة والتهجير للفلسطينيين، وحتى الموقف الملكي أمام ترمب الذي وصفه رياض منصور، بأنه موقف شجاع وواع حيث ربط الموقف الأردني في اللقاء بالمواقف العربية ليظهر موقفاً عربياً أراده الملك متماسكاً.
كناالتقينا مع رياض منصور في مجموعة من اعضاء المجلس الوطني الفلسطيني والمفكرين والكتاب في قاعة المجلس الوطني الفلسطيني في عمان، وكان يجلس بجانبي الدكتور فوزي السمهوري، الذي كان هو الآخر مشدوداً للشهادة الطيبةوالصادقة بخصوص مواقف الأردن ومواقف الملك تحديدا في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، ولقائه الرئيس الامريكي، ترمب، وقال منصور أن الملك تحمل كثيراً وصبر كثيراً حتى لا يخسر قضيته ودوره وانه تصرف بحكمة ودراية واستطاع أن يتواصل في عمله بعد ذلك بقوة، قدرتها المجتمعات الدولية وخاصة اوروبا، وتمكن من أن يحافظ على ثوابت الأردن في القضية وفي القدس وضد التهجير وان المصداقية الملكية ظلت موضع احترام لدى دول عديدة في العالم.
شهادة منصور هامة، وكنت اتمنى أنها بثت عبر التلفزيون وللرأي العام العربي والأردني، ليدركوا طبيعة الموقف الأردني وخاصة لدى الجاحدين واولئك الذي يقتاتون على ما ينقله الذباب الالكتروني والفرقة 8200.
كنا نطمع أن ندعو مندوب فلسطين المميز في الأمم المتحدة الى لقاء في المضافة التي أقامها زميلنا المهندس الدكتور حازم قشوع، ولكن السفير رياض كان مستعجلاً للعودة الى الولايات المتحدة، فقد أقام لأيام قليلة في عمان، حين منعته سلطات الاحتلال من العبور الى الوطن للمشاركة في اجتماعات المجلس المركزي التي عقدت أخيراً.
لقد صفت سلطات الاحتلال حسابها معه برده، وكان مسروراً أنه عبر نقطة الحدود وأنه وضع قدميه على التراب الفلسطيني قبل أن يجبروه على العودة دون دخول أو مشاركة.
ما زال السفير رياض مشتبكاً مع الاحتلال وسياساته، وما زالت يرى ان من الأهمية أن توضع الأهداف وان يجري العمل بجدية للوصول اليها، والهدف عند إقامة الدولة الفلسطينية، وقال أننا نسيخ وبنهج، على نفس النهج الذي سلطكته الدول التي كانت تحت الاحتلال والاستعمار، ووصلت على حريتها وقد ضرب المثال من دول جنوب افريقيان وقال أن أمم العالم في غالبيتها المطلقة معنا وأن الولايات المتحدة، هي من ترفض الارادة الدولية وتمنعها من التعبير عن نفسها، لأن الولايات المتحدة تحتكر حق الفيتو وتمنع دولاً عديدة رئيسية أو مجموعات دول من ان تحظى بنفس الامتياز.
وأن على كل انسان فلسطيني أن يناضل بكل ما لديه من امكانيات في سبيل استمرار المواصلة على نفس السكة التي وضعنا اقدامنا عليها باتجاه الحصول على كامل العضوية، وهذه مسألة تعتمد على كل فرد قادر أن يوصل صوت فلسطين للعالم وان يقدم السردية المناسبة من موقعة سواء كان كاتباً أ شاعراً او فناناً أو سياسياً، لأنه لا يوجد شيء اسمه صعب طالما كان الهدف واضحاً والإرادة متوفرة وحينها لا تعدم الوسيلة.
أهديته كتابي عن القدس المسيحية واحتفى بذلك، وذكر بضرورة أن اشاهد الفيلم الفلسطيني الأخير الحائز على جائزة الأوسكار، وتأثيره الكبير، ودعى لمزيد من تقديم السردية الفلسطينية بأسلوب حضاري وبلا تردد، وأن زمن الاحتلال مهما طال فإنه سينتهي، وان شعبنا العظيم سجل من الوقائع في سبيل حريته ما لم تفعله شعوب كثيرة نالت حريتها.
لعل في عودة.رياض من زيارته التي حرمته منها سلطات الاحتلال، ليتحدث.. هنا في عمان يستحق الدكتور رياض الشكر باسم فوزي السمهوري وعمران الخطيب، اللذين حرصا على دعوتي والشكر وكذلك للزميل حماده فراعنة، الذي أقام للسفير رياض مادبة عشاء دعي لها الكثير من الشخصيات المهمة.
ما زال طريق الدبلوماسية من اجل فلسطين يتسع وهو بحاجة الى من يسير عليه بوعي واخلاص كما الدكتور رياض منصور
ــ عروبة نيوز