حمادة فراعنة يكتب : نهايته سودة

كشف يوآف جالنت وزير حرب وجيش المستعمرة السابق، أن الجيش نشر صورة لنفق في شهر آب أغسطس عام 2024، وسوقها على أنها «أحد الأنفاق الكبيرة لإظهار ضرورة عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا المحاذي للحدود المصرية، واتضح أنه ليس نفقاً، ولكنه عبارة عادية لتصريف المياه، وهي مغطاة بالرمال» بسبب عوامل الجو والتقلبات المناخية.
وكان الهدف من نشر الصورة التضليلية هو: 1- منع الانسحاب الإسرائيلي من محور فيلادلفيا وفق المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة، 2- عدم التوصل إلى صفقة تبادل أسرى، وبالتالي توفر عوامل استمرار الحرب.
وقال غالنت، الذي تمت استقالته أو إقالته على خلفية موقفه أنه ضد استمرار الحرب، وحجته في ذلك أنه لم يعد ما يمكن تحقيقه وفعله في قطاع غزة، لغياب أي هدف استراتيجي يمكن إنجازه لصالح المستعمرة، وقال غالنت: «إن الصورة المنشورة التي نالت الشهرة، باعتبارها نفقاً ضخماً تم اكتشافه جنوب قطاع غزة على الحدود المصرية، وعمقه عشرات الأمتار تحت الأرض مجرد كذبة، لأن النفق وهمي غير موجود، والهدف هو تأخير صفقة تبادل الأسرى، واستمرار الحرب التي يديرها نتنياهو لصالحه الشخصي.
في ذلك الوقت تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية، وبالغت في الإنجاز المكتشف الذي حققه جيش المستعمرة، في اكتشاف النفق الضخم المكون من 3 طوابق، وأنه من ضمن البنية التحتية المبنية المزروعة القائمة تحت الأرض، ووصفها جالنت على أنها لا تمت للحقيقة، خاصة وأن الصورة تضمنت وجود مركبة عسكرية وهي تخرج من النفق الكاذب، وأنه أداة أو وسيلة لتهريب السلاح من مصر إلى فلسطين، وأكد غالنت أنه «يخالف الواقع».
هذه الواقعة رغم تواضعها وصغر تأثيرها ، ولكنها دالة على خبث دوافعها، و على مدى ممارسة الكذب والتضليل الذي يمكن أن يصل إليه جيش المستعمرة، وأجهزتها الأمنية، لتمرير أهدافهم التوسعية الاحتلالية الممزوجة بالكذب والافتراء وإيجاد الوسائل والأدوات والأغراض لتسويق أهدافهم السياسية، طالما هي ضد الشعب الفلسطيني وفصائله وقياداته ونشاطاته.
كما تدل الواقعة على مدى ما يلجأ إليه نتنياهو من استعمال وسائل الكذب كي يبقى في قيادة المشهد السياسي، وتحقيق أغراضه الشخصية الذاتية العنصرية، استجابة لما يتطلع إليه من قتل وتدمير وانتهاك كافة المحرمات ضد الشعب الفلسطيني.
كما هي دالة على عدم اهتمامه بحياة الإسرائيليين، فالتوصل إلى اتفاق التهدئة، أو إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، ليست من أولوياته، بل يعمل على استمرار الحرب، حتى لا يذعن إلى تشكيل لجنة تحقيق، ويتهرب منها تحت حجة أنه في حالة حرب، ولا يستطيع الآن قبول لجنة تحقيق وهو في حالة حرب، ذلك لأن لجنة التحقيق ستحمله المسؤولية على قاعدة «التقصير» الذي وقع فيه بسبب: 1- مفاجأة وصدمة 7 أكتوبر 2023، 2- وفشله وإخفاقه في تداعيات 7 أكتوبر وهجومه واحتلاله لقطاع غزة، وأنه لم يحقق أهداف الهجوم: 1- تصفية حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، 2- معرفة أماكن وجود الأسرى الإسرائيليين وإطلاق سراحهم بدون عملية تبادل.
ما كشفه وزير الحرب والجيش السابق لدى حكومة نتنياهو الائتلافية، بعد إقالته أو استقالته، سيشكل عامل إدانة لسياسات نتنياهو و تعريتها، وستكون نهايته سوداء، خاصة بعد أن أضاف عليها رونين بار رئيس جهاز الشاباك المخابرات أمام المحكمة العليا، ما يدين نتنياهو وتورطه. ــ الدستور