الأخبار

محمد خروب : «الحاخامات» يدخلون على الخط.. هل تذهب «إسرائيل» لانتخابات مُبكرة؟

محمد خروب : «الحاخامات» يدخلون على الخط.. هل تذهب «إسرائيل» لانتخابات مُبكرة؟
أخبارنا :  

بعد موجة «العرائض» المتصاعدة «عدداً وقطاعات» الداعية الى «وقف الحرب» الصهيوأميركية على قطاع غزة وإنقاذ رهائن العدو، فضلاً عن الجدل مرتفع الحِدة داخل الكيان العنصري، حول فشل جيش الفاشية الصهيونية في تحقيق الأهداف التي وضعها رئيس الأركان الجديد مجرم الحرب/إيال زمير، والمتمثلة في سياسة الـ«ضغوط القصوى» على حركة حماس لإطلاق أسراه، (ناهيك عن إلحاق الهزيمة بالحركة وإسقاط حكمها للقطاع الفلسطيني). وسط هذا المشهد المحتقن والمأزوم برز في الأثناء «كبير» أعضاء مجلس حكماء التوراة، الحاخام/موشيه مايا الذي «أمَرَ» رئيس ح?ب شاس الحريدي/أرئيه درعي، بالانسحاب «فوراً» من حكومة نتنياهو، في اللحظة التي يُعتقل فيها تلميذ حريدي واحد في المعاهد التوراتية، لرفضه الامتثال لأمر التجنيد العسكري..

وإذ صدرَ أمر الحاخام/مايا في خضم عاصفة قانون التجنيد، وتسوية مكانة طلاب المعاهد التوراتية الذين أُرسِلت إليهم أوامر التجنيد، فضلاً عن أوامر بـ«الاعتقال لمَن رفضَ الامتثال»، وفقَ موقع «بِحدريه حريديم» العبري. فقد بدا الأمر الذي اصدره الحاخام/مايا مثابة «خط أحمر» يعني اجتيازه ضرورة استقالة «شاس» من الحكومة فوراً. وبحسب الموقع الحريدي، فقد وصلَ درعي للقاء الحاخام/مايا الإثنين الماضي، للتباحث في الرّد على «عدم التوصّل» إلى صيغة قانون «تعفي شباب الحريديم من الخدمة العسكرية»، وخصوصاً إرسال شعبة القوى البشرية «عش?ات الآلاف من الاستدعاءات» لطلبة المعاهد التوراتية للتجنيد الإجباري.

الموقف «الحاسم» ظاهريا على الأقل، الذي اتخذه الحاخام/مايا، جاء داعما لما كان أرئيه درعي أعلنه في مقابلة له مع صحيفة «هديرخ/ الطريق بالعربية» التي يصدرها حزب شاس، بمناسبة عيد الفصح اليهودي، هدّد فيها/درعي انه «في اللحظة التي تدخل فيها الشرطة العسكرية إلى مدرسة دينية أو منزل وتعتقل طالباً واحداً فقط، فإن شاس لن يبقى في الحكومة». مُردفا «لا يهم إن كان القرار من المحكمة العليا أو من المستشارة القضائية للحكومة». لافتا الى انه «لا يمكننا الجلوس في حكومة تضرُّ فعلياً بمَن يُكرسون حياتهم لدراسة التوراة، هذه ليست ق?ية سياسية بل قضية مبدئية».

من المفيد التذكير بأن «درعي» نفسه كان وجّه لنتنياهو «إنذارا» مُماثلاً للإنذار الحالي لنتنياهو، او على نحو أدق في 28 كانون الثاني الماضي، أمهله مدة شهريْن كي لا يُسقط الحكومة والذهاب لانتخابات مبكرة، خاصة إن ما ورد في تهديد شاس السابق من تفسيرات، يدفع للاعتقاد ان الأمور بين شاس ونتنياهو مرشحة لمزيد من التدهور، وإن كان نتنياهو «نجحَ» خلال الشهرين الماضيين في إقناع نواب شاس في الكنيست وعددهم (11) نائبا، بالتصويت لصالح موازنة العام/2025. إذ كان عدم تمرير تلك الموازنة يعني إسقاط إئتلاف نتنياهو والذهاب لانتخابات?مبكرة.

أنذرَ درعي وقتذاك نتنياهو بأن أمامه مهلة «من شهرين» لتسوية أزمة قانون إعفاء الشباب الحريدي من التجنيد الإجباري، مُلوحاً بورقة إسقاط الحكومة. مُعتبرا/درعي هذه المهلة مثابة «الاختبار الحقيقي»، مشدداً في الوقت ذاته على أنه دون تسوية الأزمة «سنضطر للتوّجه إلى انتخابات كنيست جديدة مبكرة». وطبقاً لدرعي فإن اليمين «طالما تسبّب في إسقاط نفسه سياسياً»، وإن كان كثيرون في الكيان الاستعماري يُشككون في «جدية» إنذارات الحاخام موشيه مايا وأرئيه درعي، كون الاستطلاعات الأخيرة لا تمنح أحزاب الائتلاف الحالي أغلبية تسمح له با?عودة الى الحكم، في الوقت نفسه الذي يقول المراقبون ان الأحزاب الحريدية لا يهمها سوى ما تأخذه من أموال، وليست معنية بمن يرأس الحكومة، لكن ما يخيف تلك الأحزاب الحريدية ان أحزاب المعارضة الحالية، مُصرّة هي الأخرى على تطبيق» ما يُسمى «المساواة في العِبء»، اي تجنيد الشباب الحريدى في الخدمة الإجبارية.

** استدراك:

لواء «حشمونائيم» الحريدي يُشارك في حرب الإبادة والتهجير؟

كشفت القناة الـ"14» العبرية، الثلاثاء الماضي، أن جيش العدو سيدفع للمرة الأولى بلواء عسكري كامل يسمى «حشمونائيم»، يضم يهودًا متشددين من طائفة «الحريديم» في خطوة غير مسبوقة في تاريخ الكيان. وسيشارك اللواء العسكري، المؤلف من 6 فصائل وسريّتين، في عمليات التهجير والإبادة المتواصلة في القطاع الفسطيني قريباً، حيث حصل قادته على «أعلى معدل» في اختبار اللياقة البدنية الافتتاحي في كتيبة «ديكل».

وقال المقدم عميرام حيون قائد قاعدة التدريب الأساسية للواء: إن «حشمونائيم» يتمتّع بهيكل قيادي فريد من نوعه، ففي نهاية كل أسبوع، يتم إجراء تدريب للمُجندين الجدد، بينما يشارك القادة في تدريبات للحفاظ على كفاءتهم تشمل تدريبات الملاحة والقتال مع الوحدات الخاصة».

وأضافَ/عميرام أن «أفراد اللواء يُشاركون كذلك في أنشطة عملياتية، تسبق حتى تدريب القادة في كافة القطاعات»، لافتاً إلى أن «التوراة تُعدّ عنصرًا مهمًّا يرافق جميع الجنود، من القادة وحتى المجندين الجدد». مُستطرِداً: نحرص على أن يكون (جميع القادة من «علماء التوراة"). فالمعيار الأساس هنا هو «التوراة». والقادة والجنود «يتدارسون التوراة بأسلوب تشارُكي وفق طريقة الحافروتا»، وفق وصفه. ــ الراي

kharroub@jpf.com.jo

مواضيع قد تهمك