حاكم الطعجان : رايتنا عالية ووحدتنا راسخة دائماً

في السادس عشر من نيسان من كل عام، يقف الأردنيون جميعًا وقفة فخر واعتزاز، ليحتفوا بيوم العلم الأردني، هذا الرمز الخالد الذي يجسّد مسيرة الوطن وهويته، ويحمل بين ألوانه تاريخًا ناصعًا من الكفاح والبناء والإنجاز. إنّه اليوم الذي نعيد فيه التأكيد على ما يجمعنا كأردنيين من قيم راسخة، ووحدة وطنية متينة، وانتماء لا يتزحزح لتراب هذا الوطن العزيز.
العلم الأردني ليس مجرد قطعة قماش تخفق في الهواء؛ بل هو عنوان كرامة، وراية سيادة، وشاهد حيّ على تضحيات الآباء والأجداد. رايتنا التي رُفعت في ميادين الشرف، وعلت فوق أسوار العز، ستظل بإذن الله عالية خفاقة، ما دام في قلوبنا نبضٌ للأردن، وفي أرواحنا ولاء ووفاء للعرش الهاشمي، ولقيادتنا الحكيمة التي تسير بنا بثبات نحو المستقبل.
إن يوم العلم ليس مجرد مناسبة وطنية نمر بها مرور الكرام، بل هو محطة للتأمل في عمق الرمزية التي يحملها هذا العلم، وفي الرسائل التي يبعثها لنا، كبارًا وصغارًا، رجالًا ونساءً، مسؤولين ومواطنين. هو دعوة مفتوحة لتعزيز القيم الوطنية، وبث روح الانتماء، وتجديد العهد بأن نظل أوفياء لوطننا، عاملين بإخلاص في سبيل رفعته، وصون وحدته، والدفاع عن منجزاته.
وفي هذه المناسبة الوطنية العزيزة، لا يسعنا إلا أن نستذكر معاني الألوان التي تزين علمنا الغالي: فالأسود يرمز إلى راية الدولة العباسية، والأبيض إلى راية الدولة الأموية، والأخضر إلى راية الدولة الفاطمية، أما الأحمر فهو راية الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف الحسين بن علي، والتي ألهمت النهضة العربية الحديثة. وتكتمل رمزية العلم بالنجمة البيضاء السباعية، التي ترمز إلى السبع آيات من سورة الفاتحة، وإلى المبادئ السبعة للثورة العربية الكبرى: الوحدة، الحرية، الكرامة، العدالة، المساواة، الدفاع عن الحق، والإيمان.
ولأن هذا اليوم هو مناسبة للتعبير عن الاعتزاز، فإننا ندعو الجميع — مؤسسات وأفرادًا — إلى إظهار هذا الفخر بما يليق بعظمة المناسبة. فلنرفع العلم على كل البيوت، على صدورنا وبيوتنا ، ولنجعله رمزًا حاضرًا في كل زاوية، يذكّرنا دائمًا بأن الأردن بيتنا، وأن الحفاظ عليه مسؤوليتنا، وأننا شركاء في مسيرته.
إن الوحدة الوطنية هي الحصن المنيع الذي نلوذ به في مواجهة التحديات. ففي وقت تتكاثر فيه الأزمات الإقليمية والدولية، يظل الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة، ومؤسساته الراسخة، وجيشه وأجهزته الأمنية الباسلة، وشعبه الواعي، نموذجًا للدولة المستقرة، الصامدة، والمستقبلية. وعلمنا هو المظلة التي تجمعنا، والرمز الذي نحتمي به، والشاهد على عزمنا بأننا ماضون رغم كل الصعوبات نحو التقدم والنهضة.
وفي يوم العلم، نُجدّد عهد الولاء والانتماء. نُعاهد مليكنا المفدّى، جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، ووليّ عهده الأمين، سمو الأمير الحسين بن عبد الله، أن نظل الجند الأوفياء، والركن المتين الذي يستند عليه الوطن. نُعاهد الوطن أن نحفظه بالعلم، وبالعمل، وبالمسؤولية، وأن نكون على قدر الطموح الذي نُعلّقه في كل صباح على نوافذ الأمل.
ختامًا، إن يوم العلم هو احتفال بكل ما يمثله الأردن من حضارة وإنسانية وكرامة. هو مناسبة لتكريم رمزنا الأعلى، ولزرع حبّ الوطن في قلوب أبنائنا، ولترسيخ قيم المواطنة الصالحة في وجداننا. فلنرفع العلم اليوم، وغدًا، وكل يوم. فلنرفعه على الأسطح، وفي الشوارع، وعلى صدورنا وبيوتنا، ولنجعله دائمًا فوق كل اعتبار، لأنه ببساطة، هو الأردن.
عاش الأردن، وعاش العلم، وعاشت رايتنا خفاقة عالية، ووحدتنا راسخة دائماً .