الأخبار

المحامي معن عبد اللطيف العواملة : 24 نيسان

المحامي معن عبد اللطيف العواملة : 24 نيسان
أخبارنا :  

تحل علينا في هذه الايام الذكرى الـ 75 لوحدة الضفتين المجيدة، والتي اعلنت في عمان يوم 24 نيسان 1950 بعد حراكات شعبية وخطوات دستورية، وانخراط القوى السياسية في التحضير لها والوفاق عليها.

فبعد نكبة فلسطين، وفي 1 تشرين الاول من عام 1948، تم عقد مؤتمر فلسطيني في عمان ضم شخصيات واطيافا واسعة من الحراك الشعبي والسياسي تم فيه تفويض جلالة الملك عبد الله الاول بالتحدث رسميا باسم فلسطين على المستويات العربية والدولية. وفي الاول من كانون الاول من عام 1948، عقد مؤتمر عام شامل في اريحا برئاسة رئيس بلدية الخليل الشيخ محمد علي الجعبري، نادى في بيانه بالوحدة العربية الشاملة، بدأ بوحدة ضفتي نهر الاردن. وشكل المؤتمر وفدا زار جلالة الملك الذي طلب من الحكومة دراسة توصيات المؤتمر. وقد بحث مجلس الوزراء الامر واصدر بيانا جاء فيه «ان الحكومة الاردنية تقدر حق التقدير رغبة سكان فلسطين الممثلين في مؤتمر اريحا فيما يتعلق بتوحيد البلدين الشقيقين شرق الاردن وفلسطين، وهي رغبة متفقة تماما مع رغبات الحكومة الاردنية، وستبادر الى اتخاذ الاجراءات الدستورية لتحقيقها».
و في 13 كانون الاول، اجتمع مجلس النواب الاردني وايد قرار الحكومة. وقام جلالة الملك بجولة في مدن وقرى الضفة الغربية فاستقبله الناس بالحفاوة والترحاب ونادوا به ملكا عليهم. وفي 1 كانون الثاني من عام 1950، تم حل مجلس النواب من اجل اجراء انتخابات جديدة تشمل الضفتين وكذلك تم تعديل قانون الانتخابات لمضاعفة عدد اعضاء مجلس النواب ومجلس الاعيان، مناصفة بين الضفتين. وفي 11 نيسان اجرت حكومة دولة توفيق ابو الهدى الانتخابات في عموم البلاد.
و في 12 نيسان تشكلت حكومة جديدة برئاسة دولة سعيد المفتي ضمت وزراء من الضفتين. وفي الساعة العاشرة من صباح يوم الاثنين 24 نيسان، عقد مجلس الامة الجديد جلسته الاولى والتي اقر فيها مشروع القرار التاريخي بوحدة الضفتين وتم رفعه لجلالة الملك الذي وقع عليه في الساعة الخامسة مساء في قصر رغدان العامر. قال يومها رحمه الله: «أحييكم وأهنئكم وآمل لكم الخير، سرتم معي في السنين الماضية وسأسير معكم في السنين المقبلة، تحت مسؤليتكم الدستورية وبارشاداتي الابوية، متمنيا الخير للوطن... ان وحدة الضفتين هي حقيقة قومية وواقعية، وان هذا واضح في تشابك الأصول والفروع والتحام المصالح الحيوية ووحدة الآلام والآمال».

مواضيع قد تهمك