الأخبار

القس سامر عازر : النصب التذكاري في أم الرصاص: مفتاح الوصاية الهاشمية

القس سامر عازر : النصب التذكاري في أم الرصاص: مفتاح الوصاية الهاشمية
أخبارنا :  

القس سامر عازر

تم يوم الخميس ٢٠٢٥/٤/١٧ تدشين صرح "مفتاح الوصاية الهاشمية" في السهول الشرقية لمحافظة مادبا، وتحديدًا في بلدة أم الرصاص التاريخية، وهذا النصبُ التذكاري بليغ في رمزيته، وعميق في رسالته، إذ يجسّدُ مفتاحُ الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف حَمْلَ الأمانة في حماية المقدسات ورعايتها والدفاع عنها، مما يعكس الدور الذي ارتضته القيادة الهاشمية لنفسها، وحملته بوفاء وإخلاص منذ أكثر من مئة عام.

فالوصاية الهاشمية على المقدسات الدينية هي مسؤولية تاريخية ودينية مقدسة، إبتدأت مع الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه الذي رفض التنازل عن القدس، وصولا إلى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، الذي الي حمل راية المسؤولية بجدٍ واقتدار، وأكد على هذه المسؤولية في المحافل الدولية، وأكدها قائلًا في كلمته بالأمم المتحدة عام 2018:
"أنا القائد الهاشمي، المسؤول عن حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس... وسأبقى أقوم بواجبي، بمشيئة الله، في الدفاع عن هذه المقدسات."

ويعلو مفتاحَ القدس الضخم التاجُ الهاشمي، في إشارة بليغة إلى أن الهاشميين من السلالة النبوية الشريفة هم حاملوا هذا المفتاح التاريخي، وهم الأوصياء الشرعيين على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.

وأما عن اختيار أم الرصاص فلم يكن عبثيا، فهي منطقة تعكس التاريخ المشترك بين المسيحية والإسلام، وتضم كنائس وفسيفساء نادرة وآثارًا بيزنطية تعود للقرن الرابع الميلادي، وهي مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو. فكما جمعت أم الرصاص الأديان على أرضها، يجمع النصب التذكاري رسالة العيش المشترك والإحترام المتبادل، وهي الرسالة التي يحملها الأردن إلى العالم، فحماية المقدسات واجبًا مقدسا، ويعكس القيم الأردنية الراسخة في احترام الأديان وصون الكرامة الإنسانية. كما يعكس النُصب وحدة الموقف الأردني شعبًا وقيادة، مسلمين ومسيحيين، في الالتفاف حول هذا الدور الهاشمي الشريف، الذي يُعلّي من شأن الأردن في كل المحافل المحلية والدولية.

علاوة عما يجسده هذا المفتاح الضخم من معان ورسائل فإنه يفتح أبواب الأمل والإيمان بالسلام العادل، حتى تتحقق العدالة ويعم السلام، وتظل القدس مدينة للسلام ورمزًا للتسامح والروحانية.

مواضيع قد تهمك