الأخبار

د. ذوقان عبيدات يكتب: "الطالبان": والتنمّر المدرسي!!

د. ذوقان عبيدات يكتب: الطالبان: والتنمّر المدرسي!!
أخبارنا :  

بقلم: د. ذوقان عبيدات :
​ كان يومُ الحرق يومَ التنمّر المدرسي بامتياز، حيث تركزت الأنظار على حدث حرق "طالِبان" لزميل لهما في المدرسة. والطالِبان الأردنيّان ليسا "طالْبان" المنظّمة المعروفة ". والتشابه هنا في الكلمة، وفي الحروف وليس المعنى !
​أخذ الحدث آفاقًا تراوحت بين "خراب مالطة"، و" دمار الهيكل"، وبين حادث فرديّ منعزِل. والحقيقة: لا هذه، ولا تلك!! فالقضية غير مسبوقة؛ ولذلك يجب دراستها بتأنٍّ، وحذَر. وننتظر دراسة جريئة من الوزارة، أو ممّن استطاع إليها سبيلا، بعنوان: استراتيجية تربوية شاملة لمواجهة التنمّر!!

(01)
التنمّر المدرسي
​ التنمّر المدرسي ظاهرة عامة في المدارس، وغير المدارس، وفي الأردن، وغير الأردن. فالتنمّر ظاهرة اجتماعية ونفسيّة، يعاني منها، ويمارسها مرضى نفسيّون، أو حتى عقليّون . ويجب أن لا نغضب حين يُقال: لدينا كثير من المرضى النفسيّين حتى في مدارسنا. والتنمّر هو عدوان لفظي، أو جسدي، أو نفسي. فحين نهمِل طالبًا فهذا تنمّر، وحين نهدّده، وحين نمتحنه بمواقفَ صعبة، وحين نقدم له مناهج لا معنى لها، وحين لا نوضّح له ما هو مطلوب منه؛ كل ذلك أشكال للتنمّر المدرسي؛. ولذلك، يقال علميّا: إن أصحاب القوة الفائضة، والسُّلطة الفائضة يميلون للتنمّر. وللتنمّر النفسي أشكال متنوعة مثل: التخويف، والهيمنة، والتهديد، والإسكات، بل والتلويح بالقانون الذي هو أشدّ أشكال التنمّر، وأخطرها إذا أُسيء استخدامه، إنه هو التهديد بالقانون ! فما بالك إذا كان القانون أحيانًا يحمي الأقوياء؟!

(02)
في فهم سيكولوجية المتنمّر
​حدث في مدينة جاوة بأندونيسيا أن قام طالب واحد مش "طالبان" بحرق مدرسته. كان ذلك عام 2023 . عدّه البوليس آنذاك مجرمًا متنمّرًا، وبعد التحقيق معه بوصفه مجرما، اكتشفوا أن هذا الطالب ضحيّة تنمّر وقع عليه من زملائه في المدرسة! وهكذا قد يكون المتنمّر ضحيّة، لا مجرمًا!! فالإحباط الذي يقع على طالب قد يدفعه إلى الاعتداء على مَن هو أضعف منه، كالموظف الذي أهين من رئيسه يذهب ليُهينَ زوجته إذا استطاع، أو ابنته!!
​لا شكّ بأن التنمّر موجود في مدارسنا، والدراسات الأردنية كما العالمية تشير إلى تعرّض 30% من الطلبة لأشكال متفاوتة من التنمّر! ولذلك، فإن سياسة الإسكات، والتخويف، والتهديد، وفرض هيبة الدولة، ليست حلولًا مناسبة لمواجهة الأزمات! الحوار، والحوار وحده هو ما نحتاج إليه في مدارسنا! قلت غير مرّة: العلاقات البينية الطلابية ليست بخير، والعلاقات التبادلية بين المعلم والطلبة أيضا ليست بخير! وكذلك العلاقة بين الطلبة والمدرسة ليست بخير!!

(03)
قضية الحرق ليست قانونية!

نخطئ حين ننتظر حبس الطالبين
لكي نردع غيرهما، فالردع لم يتحقق في أي حدث! ونخطئ حين نحسبهما مجرميْن، فالطالبان أيضًا ضحايا عدم اهتمام، وفوضى النظام، وعُقَدٍ نفسيّة واجتماعية! تذكروا كلام الأم: نحن نرسل أبناءنا ليتعلموا في بيئة آمنة. لم تتوفّر مثل هذه البيئة. وهنا تقع المسؤولية!

(4)
زيارة المريض واجب

​ دعانا دينُنا لزيارة المرضى، بل وأوصانا بها، لكن المهم هو أن نمنع المرض، وليس مواساة المريض المهم علاج عوامل المرض وأسبابه!

(5)
المطلوب

إذا بقيت ثقافة التخويف، والتهديد، والخوف، والحفاظ على الأمن الوظيفي، سنبقى مكانك سر!، أو إلى الخلف دُرْ!
ثقافة إسكات النقد لا تحل مشكلة!!
فهمت عليّ جنابك!
ملاحظة:
المقالة القادمة: استراتيجية مقترحة لمواجهة التنمر! خطوط عامة.

مواضيع قد تهمك