نسيم عنيزات : ماذا بعد التراجع عن الخطة؟؟

بعد تراجع الرئيس الامريكي عن خطته المتعلقة بالاستلاء على قطاع غزة وتهجير سكانها إلى الأردن ومصر مرتين الأولى تراجعه عن موضوع الاستيلاء بالقوة وتحويل القطاع إلى ريفيرا والثانية تتعلق بالتهجير واعتبار ما طرحه مجرد توصية وذلك بعد رفض الأردن ومصر موضوع التهجير وان تكون بلداهما مكانا بديلا لأهل غزة والفلسطينيين.
الامر الذي يتطلب من العرب خاصة الدول المعنية الثبات على موقفهم من رفض التهجير والبناء على تراجع وليونة الموقف الامريكي بالاسراع بالتوافق على خطة عملية وواقعية قابلة للتطبيق حول كيفية اعادة بناء غزة دون تهجير سكانها وكذلك التوافق حول كيفية إدارة القطاع دون صدامات مع أي طرف خاصة حماس التي ترفض تسليم سلاحها والخروج من القطاع، كما تشترط دولة الاحتلال.
حيث رمى الرئيس ترامب الكرة في المرمى العربي للخروج بخطة بعد ان اصطدام خطته بالرفض العربي، كما أنه يريد التفرغ للملف الروسي الأوكراني لإيقاف الحرب والاستيلاء على ثروات الاخيرة.
الامر الذي يتطلب الاستفادة من هذه الفرصة واستغلال الحالة من خلال احماع عربي على تقديم خطتهم المتعلقة بالاعمار وتدبير الأموال اللازمة لذلك، والاستعداد للمرحلة الأخرى التي لا تقل خطورة عن الأولى وهو ما يجري في الضفة والأراضي الفلسطينية المحتلة وما تقوم به إسرائيل من حصار و تدمير بهدف إخراج سكانها تمهيدا لضمها وتطبيقا لصفقة القرن التي تبناها الرئيس الامريكي في ولايته السابقة.
ومع ذلك علينا ان لا نركن لتراجع الموقف الامريكي بانه قد مضى، لان احدا لا يعرف بماذا يفكر ترامب الذي يدير العالم مستفيدا من قوة بلاده العسكرية والاقتصادية وكذلك ضعف الاوروبيين وعدم توافقهم على موقف موحد في التعامل مع الاسلوب الامريكي الجديد الذي يستثنيهم في كثير من القضايا، لا بل يفرض عليهم شروطا في رفع نسبة الإنفاق العسكري التي تستفيد منها بلاده في بيعهم للسلاح، وكذلك من الملف الروسي الأوكراني الذي يهددد بلادهم..
لذلك علينا الاستفادة من هذه الحالة والعمل على الملف الفلسطيني في جميع محاوره ومرتكزاته بموقف حازم وموحد، حتى لا ندع حجة او نعطي مبررا للرئيس الامريكي ودولة الاحتلال بأننا عاجزون عن تقديم حلول، الامر الذي يدفعه إلى تنفيذ خطته او ما يدور بعقله من خطط لن يسلم منها احد. ــ الدستور