الأخبار

اسامة الرنتيسي يكتب : 9 سنوات على انطلاقة “الأول نيوز” ..الهواء النقي

اسامة الرنتيسي يكتب : 9 سنوات على انطلاقة “الأول نيوز” ..الهواء النقي
أخبارنا :  

نمضي في مسيرة متعبة مرهقة مقلقة ونحن نقف في الأول من شباط (فبراير) نحتفل في "الأول نيوز” بانطلاقة عمرها 9 سنوات.

جاءت الفكرة بعد سنوات طوال من العمل في الصحافة التقليدية (الرأي العام الكويتية والأهالي والعرب اليوم والغد وأوان الكويتية) بعد قناعة راسخة بالإعلام الحديث الإلكتروني ودوره وخطورته.

وبعد نصيحة عميقة من وزير الإعلام الصديق الدكتور محمد المومني عندما قلنا له ماذا سنقدم في ظل الوفرة الزائدة من الإعلام الإلكتروني، قال: "تأكد أن الهواء النقي يطرد الهواء الفاسد…”.وها نحن نعمل ونحاول ومستمرون.

مؤمنون أن أخطر ما في الإعلام، ليس إن كان موجَّهًا، أو يحمل أجندة خاصة، أو أيدولوجيا، أو ناطقًا بلسان دولة ما، أو حزبٍ، أو تجارةٍ.

أخطر ما في الإعلام إذا هبطت لغته، وبدأ استخدام لغة سوقية، اتهامية، فضائحية، تثير الغرائز، وتغتال الشخصيات.

على شاشات بعض الفضائيات تم تدمير مفهوم الحوار، وأخذ بعض المحاورين ضيوفهم إلى مساحات أخرى ليست لها علاقة باختلاف وجهات النظر، أو التمترس وراء رأي معين، إلى لغة الاتهام والتخوين، للوصول إلى مشاجرات بين الضيفين على الهواء مباشرة.

شاهدنا ضيوفًا على شاشات فضائيات عربية ومحلية، يتبادلون الكلمات النابية، إلى أن تصل الحال إلى ضرب بعضهم بعضا بالأيدي، وقلب الطاولات.

كل ما يجري في وسائل الإعلام يحتاج إلى تحكيم منظومة الأخلاق، وإلى تفعيل ميثاق الشرف الصحافي والإعلامي في الأقل لحماية المستمعين والمشاهدين من لغة هابطة، فضائحية، سوقية بدأت تغزو شاشات بعض الفضائيات.

صحيح ألا أحد يشتري الاتهامات الباطلة من دون أدلة، إلّا أن بعض ما ينشر في وسائل إعلام ومواقع إلكترونية يغث البال، وليس بالسهولة أن تشطب معلومات علقت بعقل قارئ، وسكنت بطن الشبكة العنكبوتية.

في الإعلام الجاد الملتزم تدفع فاتورة إنتاج المحتوى الجيد، لأن المهتمين بالمحتوى الجيد ليسوا من الذين يرفعون نسب وأرقام المواقع والمؤسسات الجادة، وللأسف هناك بعض الشركات الداعمة تعتمد هذه الأرقام والنسب في التقويم.

خطورة الإعلام يعرفها أكثر المشتغلين في الإعلام، وبات الآن يعرفها كل سياسي يرغب في حماية مشروعه والدفع به إلى الأمام.

نحتفل اليوم بذكرى 9 سنوات على الانطلاقة، كما نحتفل كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة، لكننا نعترف أن أكثر ما يحتاج إلى الحماية الآن هو المجتمع من بطش بعض وسائل الإعلام، ومن خطورة خطاب الكراهية الذي بات يغزو محطات خطابها خطير، يُفسّخ المجتمعات، ويبث رسائل إعلامية بلغة حاقدة لم نسمعها في السنوات الماضية.

في زمن التغيير العربي الذي بدأ ربيعًا، واختُطف على أيدي جهلة، تحولت وسائل إعلامية إلى طائفية، خاصة في فضائيات ترفع شعارات دينية، راجت كثيرا في الآونة الأخيرة، بحيث أصبحت التجارة الرابحة.

في إحدى حلقات المسلسل السعودي الناقد "أحلى ما طاش” للمبدِعَين ناصر القصبي وعبدالله السدحان، استثمرا في فضائية بدأت عملها في الدراما ففشلت، وتحولت إلى المنوعات ففشلت، وإلى التوثيقية ففشلت، إلى أن جاءهما ناصح لهما قائلا: لا ينفعكما إلّا فضائية دينية، فلبسا ملابس الورع، وباقي الإضافات المطلوبة، فانهمرت عليهما الدولارات من كل حدَب وصوب.

الدايم الله….

مواضيع قد تهمك