رشاد ابو داود : عائدات من الأسر بمنتهى الأناقة !
كأنهن خارجات من صالون تجميل أو عائدات من رحلة نقاهة في الريفيرا الفرنسية أو منتجع ايطالي يذهب اليه الأثرياء. وجوههن مشرقة وأجسادهن ممتلئة. ودعن آسريهن بحميمية ولوحن لهم بمودة. ويقال أن احداهن رفضت العودة وفضلت البقاء في غزة لكن المقاومة رفضت.
كأنهن لم يكن في الأسر لسنة وأربعة أشهر. حالتهن الصحية «جيدة «حسب شهادة الصليب الأحمر الذي تسلمهن من رجال المقاومة. لكن الاحتلال خجل أن يعترف فقال إن حالتهن «طبيعية». وفي كلا التعبيرين أنهن كن يعاملن معاملة تليق بأخلاق الشرفاء وتعاليم الاسلام.
قلن إن حراسهن كانوا يعاملوهن معاملة جيدة ويوفرون لهن العناية الطبية دورياً. ينظفون الحمامات بأنفسهم، يطبخون لهن الطعام ويتقاسمون معهن الحياة بحلوها ومرها و..خوفها. قالت احداهن إن جيشهم قصف منطقة قريبة من مخبأهن.
جيش الفشل الذي لم يحقق أي هدف ولم يستطع تحريرهن طيلة شهور الحرب. وما نجح الا في قتل المدنيين وتدمير البيوت وارتكاب جرائم حرب أبشع مما ارتكبته النازية. نجحوا في أن يلاحقوا كمجرمي حرب في عدة دول امتثالاً لقرار محكمة الجنايات الدولية.
هؤلاء، نتنياهو وبن غفير وسموتريتش وهاليفي، أوهموا الاسرائيليين أن تعود الأسيرات حوامل. أليس آسريهم «وحوش بشرية». أليسوا « إرهابيين»، كما ادعوا ؟!
في صفقة التبادل الأولى صدمتهم أسيرة مفرج عنها بمدحها لآسريها والتزامهم بعقيدتهم حين قالت « كانوا يسلونا ويلعبون معنا الشدة، وحين غلبت أحدهم مددت له يدي لأصافحه فوضع بشكيراً على يده وصافحني. سألته لماذا وضعت البشكير ؟ قال : ديني يمنعني أن أصافح النساء.
الأسيرات الأربع المفرج عنهن مؤخراً وجهن رسالة بالعربية لرجال كتائب القسام شكرا « الذين أطعمونا وشرَبونا خلال تواجدنا معهم وحافظوا على حياتنا «. حموهن ممن؟ من جيشهم الذي كان يقصف غزة بقنابل تفوق أربع مرات قذائف الحرب العالمية. جيش نتنياهو الذي يخوض الحرب الاجرامية ليس لمصلحة الاسرائيليين بل من أجل مصلحته الشخصية.
خرجن بلباسهن العسكري وحراسهن حملوا أسلحة غنموها من جيش الاحتلال ما أثار غضب نتنياهو , وهذه رسالة اليه ولجيشه الفاشل الا من الإجرام، وخطوة ذكاء ممن خطط للسابع من أكتوبر.
عن ذكاء المقاومة اقرأوا ما يقوله الإسرائيليون ومنه ما قالته مخرجة إسرائيلية عن مراسم إطلاق سراح المجندات الأربع « يا للإخراج، الديكورات، الملابس، الإعداد المسرحي، هكذا يتم إخراج النصر المطلق «.
الفرح بتحرير الأسرى الفلسطينيين ذوي أحكام المؤبدات والعالية وحد كل الشعب الفلسطيني والعرب الشرفاء. فهؤلاء المفرج عنهم من كل الفصائل وهم الذين دفعوا حيواتهم إيماناً بمبدأ المقاومة. وها هي المقاومة تحررهم فيما لم يحرر أحدا منهم من اتبع نهج «الحياة مفاوضات» والمقاومة بدون سلاح! ــ الدستور