صالح الراشد يكتب : سقط مشروع غيورا وستسقط خطة آلون
صالح الراشد
مشروعان كارثيان حاول الكيان الصهيوني تطبيقهما على الأراضي الفلسطينية بهدف إخلائها من سكانها الأصليين وتحويلها لدولة يهودية، وهما مشروعان يعرضان الأمن القومي في مصر والأردن لخطر كبير وسيمتد هذا الخطر لجميع دول المنطقة، وركز كل مشروع على منطقة في فلسطين ليفشل مشروع الجنرال في الجيش الصهيوني غيورا آيلاند، في تهجير أهل غزة إلى سيناء في ظل الصمود الأسطوري لأبطال غزة والذين حددوا طريقين لهما في الحياة لا ثالث لهما، فإما الهروب للداخل الفلسطيني أو الصعود للسماء، والسبب الآخر استمرار الرفض المصري لتطبيق هذا المشروع ومنع الغزيين من الدخول لأراضيه خلال فترة العدوان.
ورفض الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك مشروع غيورا آيلاند، حين عرض عليه نتنياهو الخارطة المقترحة في اجتماع بينهما فقال مبارك "لقد حاربنا من أجل هذه الأرض، وما تقوله سيتسبب في حرب جديدة بيننا وبينكم"، فرد نتنياهو قائلا "لا نريد حربا جديدة"، وأغلق الملف لحين البحث عن قائد مصري يوافق على المشروع، وفشل الكيان في تمرير المشروع مرة أخرى حسب قول الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه رفض عرضًا من الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي بالحصول على قطعة من سيناء لتوطين الفلسطينيين بها، كما رفضه وزير الدفاع عبّد الفتاح السيسي، ويومها قال عباس أنه أبلغ مرسي أن الفلسطينيين لن يقبلوا ذلك، ولن يتركوا أرضهم، ويعيشوا على أراضي الغير.
واليوم ومن خلال الاقتحامات التي يقوم بها جيش الاحتلال في الضفة نشعر أنه يحاول تطبيق خطة رئيس وزراء الاحتلال بالإنابة في نهاية العقد السادس من القرن الماضي إيغال آلون، وهي الخطة التي أطلق عليها وزير خارجية الولايات المتحدة حينها هنري كيسنجر بخطة البالون والنقانق، وتقوم على تفريغ ما بين المدن الرئيسية في الضفة الغربية وزراعتها بالمستعمرات لمحاصرة المدن كنابلس والخليل ورام الله وجنين وطولكرم وأريحا بالمستعمرات، لتصبح مناطق مغلقة ترتبط فيما بينها بشوارع محددة يعمل الكيان على إنشائها منذ سنوات، وبتطبيق هذه الخطة لا بد من تهجير أعداد ضخمة من سكان القرى صوب المدن الفلسطينية او صوب الأردن، وما الهجوم مرات متعددة على جنين ومخيمها إلا بداية الشروع في تنفيذ الخطة المرفوضة فلسطينيا وأردنياً وشعبياً.
لقد برهنت غزة وأثبتت للعالم أجمع أن تهجير الفلسطينيين عن أرضهم أمر مستحيل، وأن من يقطنون على التراب الفلسطيني لن يعيشوا أحداث نكبة ونكسة جديدة بعد اليوم، لا سيما بعد أن أدركوا الخطة التي ينفذها الكيان بدعم أمريكي أوروبي، وسيقف الجيش والشعب الأردني وسكان الضفة ضد هذا المخطط، كما وقف الجيش والشعب المصري وأهل غزة ضد مشروع غيورا آيلاند وسيسقط الأردنيون والفلسطينيون خطة إيغال آلون، وستبقى فلسطين للفلسطينين ومصر للمصريين والأردن للأردنيين، فيما على اليهود المنبوذين المطرودين من أوروبا التفكير جدياً بالعودة للقارة العجوز قبل أن يواجهون الموت قبل العجز.
آخر الكلام:
أخيراً اعترف الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند عن فشل مشروعه وسقوط رؤيته مع نهاية العدوان الصهيوني على غزة حين قال: "هذه الحرب هي فشل إسرائيلي مدوٍّ في غزة".