طايل الضامن يكتب : مِزاج الأردني.. وألسنة نيران «لوس أنجلوس»
يُتابع الأردنيونَ بقلق شديد الأحداثَ المستمرّة في قطاع غزة، وبتفاؤل حذرٍ التطورات السياسية في سوريا الشّقيقة، فيما يتفاعلون مع الأحداث اليوميّة تارةً بانفعالٍ وتارةً ببرودٍ، وتارةً أخرى بغضب.
تسهيلات لمنح التأشيرة لأميركا
السفارة الأميريكة حاولت بثّ الفرح في نفوس الأردنيين الحالمين بالهجرة، والطامحين للبحث عن فرص جديدة في أرض الأحلام، إذ أعلنت السفارة من خلال نشر فيديو على حساباتها على تطبيقات التواصل الاجتماعيّ عن تخفيض مدة إجراءات الحصول على تأشيرة دخول الولايات المتحدة الأميركية «الفيزا»، إلى أقلّ من 75 يوماً، وقالت السفارة في الفيديو إنّها تحتفل اليوم بمرور 75 عاماً على الصداقة بين البلدين، وأنّها تعمل جاهدة لتسهيل إجراءات السفر إلى الولايات المتّحدة.
ولا ندري، هل ستلجأ السفارة الأميركية كخطوة تشجيعية أكثر، إلى تحويل التأشيرة إلى إلكترونيّة، وإتاحة الحصول عليها دون تعقيدات، كون المواطن الأردنيّ إنساناً يتمتع بالخبرة والمؤهلات، ويستطيع أن يزور أيّ بلد في العالم دون أدنى مشاكل، والتجارب السابقة أثبتت ذلك (!)، أم أنّها سترفع نسبة أعداد التأشيرة خلال العام الحالي، وتذلّلَ التعقيدات، كي تصبح التأشيرة في متناول كلّ مَن يستحقها، بحيثُ لا يحرم منها المواطن بناءً على فرضيات قد لا تكون حقيقيّة.
أسعار الذّهب والدجاج والقهوة والسّجائر
الأردنيُّ، قد يكون أكثر إنسان على الكوكب يهتمُّ بمزاجه، فهو الأكثر تدخيناً وحباً للسجائر، فلا يكاد يخلو بيتٌ من مدخن، سواءً أكانَ مدخنَ سجائر أو أرجيلة، أو سجائر إلكترونيّة، وقد أقلقه رفع سعر بعض أنواع السجائر، فهو لا يتحمل أن يحرق جيبه وصدره في آنٍ واحد.
رفع أسعار القهوة، رفيقة السّيجارة، هي أيضًا ضربٌ آخر في «مزاج الأردنيّ» وتعكيرٌ له، فهو يهرب من همومه اليوميّة إلى فنجان قهوته وسيجارته؛ فإنْ وجد نفسه محارَباً في هذا، فلن يدري وقتها ماذا سيفعل. ولم تقف الأمور عند حدّ القهوة والسيجارة، بل وصلت إلى طبقه المفضل الذي يدخل فيه الدجاج، الذي باتت أسعاره اليوم بـ «العلالي»، فلم يعد المواطن يستطيعُ أن يؤمن قوت يومه من الدجاج الذي اشتَعَلت أسعاره، لأسباب قيل إنها ترجع لبرودة الطقس (..!.)
وعلى صعيد آخر فإنّ المتابع لمحالّ الحلي والمجوهرات في بلادنا يندهش من الازدحام الكبير عليها، رغم أنّها تحتوي على سلع باهظة «الذهب»، إذْ يلقى الذهبُ، الآخذ بالارتفاع والمتوقع أنْ يتجاوز الستين ديناراً للغرام الواحد لعيار 21 هذا العام، يلقى إقبالاً كبيراً من المتاجرين بالليرات الإنجليزيّ والرّشادي للاستفادة من فروقات الأسعار صعوداً. وتشهد أخبار المعدن الأصفر في الصّحف، متابعة قوية للمواطنين الأردنيين الذي باتوا اليوم يتاجرون بكل شيء؛ سعياً لتحقيق الربح الماليّ، أملاً توفير متطلبات حياتهم المتزايدة يوماً بعد ?وم.
مسيرات غاضبة
نهايةَ كلّ اسبوع، يخرج بعض الأردنيين في مسيرات مندّدة بجرائم الاحتلال الصهيونيّ في قطاع غزة الجريح، داعين إلى وقف العدوان الذي لم يشهد له مثيل في التاريخ، ووقف الإبادة الجماعية التي صَمَت عليها العالم أجمع، ومنح الكيان الغاصب الضوء الأخضر في ارتكاب جرائمه، بل إنّ العالم الذي يوصف بالديمقراطيّ الحر، قدم قنابله وأسلحته الفتاكة لقتل المدنيين في غزة. أمّا في الواجهة الشمالية، فينتظر الأردنيون عودة الهدوء والاستقرار إلى سوريا الشّقيقة، ويأمل الكثير منهم زيارتها في أقرب وقت، والتمتع بالأجواء الدّمشقية التي غابت ?نهم سنينَ طوالاً، فالمواطن الأردني الملتحم مع أخيه السوري سواء في رابطة القربى أو النّسب، لا يستطيع أن ينتظر كثيراً، فهو يتابع بكلّ شغف مايحدث في سوريا الشقيقة، وينظر بعين التفاؤل والحذر إلى إعادة بناء سوريا الجديدة.
حرائق غابات لوس أنجلوس
في أيام قليلة تحولت مدينة لوس انجلوس إلى «جحيم»، ولا ندري إذا ما كان نفسُه الجحيم الذي هدّد فيه الرئيس المنتخب دونالد ترمب دول الشرق الأوسط إذا لم يتم الافراج عن حفنة من «رهائن» الكيان الغاصب قبل 20 من الشّهر الجاري، وهو موعد توليه سلطاته الدستوريّة.
تابع الأردنيون الحرائق الهائلة، والتي ما زالت مشتعلة في ولاية كاليفورنيا غرب الولايات المتحدة الأميركية، والتي أتت على عشرات آلاف المنازل وشردت سكان مدينة كاملة وحيوية وأغلبهم من الأغنياء والمشاهير. وكثير من الأردنيين يعتقدون أنّ هذا «الجحيم» الذي وقع في مدينة لوس أنجلوس تدبيرٌ إلهيٌّ جراء ما وقع في غزة من تدمير صهيوأميركي. أخيراً، لا ننسى تطمينات وزارة الخارجية أن أحبتنا وأبناءنا في أميركا بخير وهم بعيدون عن ألسنة اللّهب، لكن لا أعرف إن كان أحبتنا ممن دخلوا أميركا بطريقة غير شرعية مشمولين بالتطمينات أم لا? أم أنها تطمينات مشابهة لتطمينات وزارة الأوقاف خلال موسم الحج الماضي...! ــ الراي