الأخبار

احمد ذيبان : أيام الأسد الأخيرة في الحكم..!!

احمد ذيبان : أيام الأسد الأخيرة في الحكم..!!
أخبارنا :  

استمعت الى مقابلة تلفزيونية استثنائية من محطة سورية مع «كامل صقر»، مدير الدائرة الاعلامية والسياسية في القصر الرئاسي لنظام الأسد السابق، كشف فيها عن تفاصيل مهمة تتعلق بالأيام الأخيرة للنظام المخلوع، جديرة بأن تكون نموذجا موثقا لحاكم دولة، يعتمد في بقائه في السلطة على الدعم الخارجي والانفصال على شعبه.

وهنا أقصد بالتحديد الدعم العسكري الايراني المتمثل بالحرس الثوري، وعشرات الميليشيات الطائفية التي استأجرتها طهران، بالاضافة الى الدعم العسكري الروسي، وثمة مؤشرات قوية على أن الأسد كان منفصلا عن الواقع، ولا يريد أن يصدق المعطيات الميدانية على الأرض، وكان يرغب باقناع نفسه بما يريد وأن يقلب الصواب كما يشاء، وكأنه يحتاج الى طبيب نفسي!

ومن المفارقات اللافتة ما كشف عنه صقر بشأن زيارتين قام بهما، وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي، خلال السنوات القليلة الماضية ولقائه الأسد، حيث تركز حديث الصفدي في الزيارتين على ضرورة وقف تهريب المخدرات «الكبتاغون»، من سوريا الى الأردن وبعض دول الخليج العربي، بالاضافة الى خطة لكيفية عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم، وكان الأسد يرد حسب «كامل صقر» الذي كان يحضر اللقاءات، بشأن تهريب المخدرات بكلام نظري ملخصه أنه في حالات الحروب على الدول أو داخلها، تكون البيئة مناسبة لصناعة تصدير» الكبتاغون"!

كان الأسد يثق بالروس أكثر من الايرانيين كما يعتقد صقر، وعليه قام رئيس النظام المخلوع بزيارة الى موسكو يوم الأربعاء 26 تشرين الثاني – نوفمبر الماضي، لطلب الدعم العسكري الروسي لحمايته، لكن بدا واضحا أن بوتين لم يكن متحمسا لذلك، بدليل أن حلب حررت يوم الخميس، ومع ذلك لم يحظَ الأسد بلقاء بوتين حتى يوم الجمعة، واستمر اللقاء نحو ساعة وطلب الاسد تقديم الدعم العسكري الروسي، أو المساعدة في تهيئة الظروف اللوجستية لايران، لنقل قوات عسكرية عبر قاعدة «حميميم» الروسية قرب اللاذقية، وكان لافتا أنه في الاشهر الاخيرة تقلص الوضع الميليشاوي الايراني في سوريا.

كانت المعطيات تشير الى أن الايرانيين والروس تراجعوا عن دعمهم لنظام الأسد، ورغم أن بوتين خلال لقائه الاسد في موسكو، اتصل مع رئيس أركانه يوم 29 نوفمبر، وطلب منه تسهيل نقل قوات الحرس الثوري الايراني عبر قاعدة حميميم، لكن ما حدث هو العكس ولم يحدث حتى تقديم دعم جوي روسي لقوات الاسد، لوقف تقدم فصائل المعارضة، وعاد الأسد الى دمشق بـ"خفي حنين»، وكانت زيارة فاشلة بامتياز، وبعد ظهر السبت أقلعت طائرة الاسد من موسكو، ووصلت الى مطار دمشق الساعة 8 مساء.

وفيما كانت قوات المعارضة تتقدم بسرعة لافتة، وحررت حلب وحماة وحمص واتجهت الى دمشق، كان واضحا أن الجيش السوري فقد رغبته وارادته في القتال، وكانت معنوياته منهارة، ذلك أن توقيت المعارضة لما اسمته عملية «ردع العدوان»، كان محسوبا بدقة والظروف مهيأة لبدء الهجوم، حيث الوضع الداخلي المعيشي والاقتصادي في سوريا وصل الى الحضيض، والجيش لم يكن مهيأ لوجستيا ومعنويا للقتال، في الوقت الذي كان الروس مشغولين بالحرب على أوكرانيا، والايرانيون يشعرون بأن الأسد خذلهم بسبب تقربه من العرب، وحزب الله تلقى ضربة قاسمة نتيجة حرب الاسناد، التي فتحها في 8 تشرين الاول عام 2023.

وزاد من ورطة الاسد أنه رفض وساطات قامت بها أطراف عديدة، أهمها روسيا وايران والعراق لترتيب لقاء بينه وبين الرئيس التركي أردوغان، لكن الأسد رفض ذلك بعنجهية، ثم بعد أن بدت المعركة محسوبة أصبح يتسول اللقاء مع أردوغان، بعد أن بات سقوطه مؤكدا! كان الأسد في ساعاته الأخيرة يبدو وحيدا، ولم تفلح كل محاولات التوسل للروس والايرانيين لحمايته.

وقبل هروبه بـ 48 ساعة كان الاسد يفكر، بإلقاء كلمة متلفزة قبل الهروب فجر الأحد، وكما يروي صقر كانت الكلمة التي كتبها بشار متوترة جدا، ولا تتضمن ما يجب أن يقوله وهو الاستقالة، لكنه حتى اللحظات الأخيرة كان متمسكا بنفس النمط الخطابي الذي يتضمن ثلاثة محاور، وهي التحذير من تقسيم سوريا ومهاجمة تركيا وانتقاد الموقف العربي، ثم عاد وألغى فكرة القاء الكلمة، وانتقل مساء السبت الى ترتيب عملية الهروب عبر قاعدة حميميم الروسية، وكان آخر من التقى به الملحق العسكري الروسي لتأمين الظروف اللوجستية للهروب، مصطحبا معه وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان ونجليه حافظ وكريم! ــ الراي

Theban100@gmail.com

مواضيع قد تهمك