الأخبار

د. صلاح العبادي : ماذا ينتظر غزة في العام الجديد؟

د. صلاح العبادي : ماذا ينتظر غزة في العام الجديد؟
أخبارنا :  

يبدو أن لا جدّية في الحديث عن التوصل إلى اتفاق بين حركة المقاومة الفلسطينيّة حماس والجانب الإسرائيلي!

وكل ما يدور بالأفق أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل التسويف والمماطلة، من خلال ارسال وفود المفاوضات والاجتماع معهم؛ لكنّه لا يريد فعليّاً التوصل إلى أي صفقة ممكنّة لإنهاء الحرب الإسرائيليّة على قطاع غزّة، بل يريد إطالة أمدّ الحرب إلى ما بعد العشرين من الشهر الجاري.

من يتمعن في تركيبة شخصيّة نتنياهو منذ إندلاع أحداث السابع من أكتوبر يدرك أنه ليس مستعداً للتوصل إلى اتفاق نهائي في ‫غزّة‬ لأسباب سياسية وشخصيّة واستراتيجيّة. خصوصاً بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي سيتولى رئاسة الولايات المتحدة الأميركية في العشرين من الشهر الجاري؛ إذ أنّ الأخير حذّر حركة حماس أكثر من مرّة، كان آخرها ليلة رأس السنة عندما طالبها بالإفراج الفوري عن المحتجزين الإسرائيليين قبل العشرين من الشهر الجاري.

من تابع المعلومات التي كشفت حول المفاوضات التي جرت بين وفد حماس والجانب الإسرائيلي عبر الوسطاء؛ يدرك تماماً أن الحركة قدّمت تنازلات، لأنها تدرك بأن الوقت ليس بمصلحتها، وهي تريد التوصل إلى صفقة قُبيل تنصيب ترامب؛ لأنها تدرك بأنّ ما هو معروض اليوم لن يكون معروضاً بعد تسلّم ترامب الرئاسة!

كما أن حركة حماس تدرك أن الأولوية اليوم تتمثل في وقف هذهِ الحرب المستعرة، وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية لقطاع غزة، الذي يعاني من كارثة إنسانيّة وصحيّة، في ضوء الواقع المأساوي.

لكنّ نتنياهو لا يريد أي صفقة في الوقت الحالي، لا بل يريد إنهاء ملف الأسرى؛ من خلال قتلهم، وإطالة أمدّ الحرب حتى يعود صديقه ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة الأميركية ويحقق مبتغاه!

إطالة أمدّ الحرب تخدم نتنياهو كشخص، للحفاظ على كرسيه، وتجنيبه تبعات المساءلة والتحقيق في اليوم التالي من هذهِ الحرب.

المرحلة المقبلة ستكون في غاية الصعوبة، خصوصاً وأن الجيش الإسرائيلي شنّ خلال شهر كانون أول الماضي نحو 1400 غارة على قطاع غزة، وأخرج نحو 28 مستشفى من الخدمة من أصل 35 مستشفى في القطاع، إمّا من خلال الدمار الشامل أو الجزئي، أو جرّاء نقص الأدوية والمستلزمات الطبيّة وتوقف إمدادات الوقود.

الجيش الإسرائيلي كثف خلال الفترة الماضية من قصّفه لشمال قطاع غزّة، حتى أصبح يضم ما لا يزيد على 70 ألفاً من السكان.

استهداف شمال القطاع ينطلق من عوامل مختلفة تتمثل؛ بكونه معقلاً لحركة المقاومة.

عدا عن كون منطقة شمال قطاع غزة، تحيط بها مستوطنات إسرائيلية، منها زيكيم وسديروت من الجهتين الشمالية والشرقية، بينما تحدها محافظة غزة من الجنوب.

كما تمتد على شاطئ البحر الأبيض المتوسط بشريط ساحلي يبلغ طوله نحو 6 كيلومترات.

وتضم منطقة الشمال المحافظة معبر بيت حانون الحدودي، المعروف بمعبر «إيرز» وفق تسمية الجانب الإسرائيلي.

وقد سجّل في عام 2023 قرابة 444 ألفا و412 نسمة في محافظة شمال قطاع غزة، حسب ما نشره الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

شهد شمال القطاع خلال الأشهر الماضية قصفاً مكثفاً من قبل الجيش الإسرائيلي، على نحو غير معهود، في إطار خطة الجنرالات التي طبقها الجيش، بهدف جعل منطقة الشمال غير صالحة للعيش، لا سيما وأنّ نحو ما يزيد على 90 بالمئة من مبانيها غدت في وقع الركام، وبالتالي تهجير سكانها إلى مناطق الجنوب وفصلها عنه!

كما يهدف الجيش الإسرائيلي إلى منع دخول المساعدات الإنسانيّة والطبيّة والإغاثيّة تحت عنوان تصفيّة المقاومين أو إجبارهم على الاستسلام.

الولايات المتحدة قدّمت لإسرائيل خلال نحو 457 يوماً من هذه الحرب، مساعدات عسكرية بلغت نحو 22 مليار دولار منذ 7 أكتوبر 2023؛ وهو الأمر الذي يعكس طبيعة العلاقة الاستراتيجيّة بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، وبالتالي فإن بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرّفة، لا يريدان إنهاء هذه الحرب والتواصل إلى أي اتفاق مع حماس.

حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرفة تنتظر تنصيب دونالد ترامب الشهر الجاري، والذي سيكون الأكثر كرماً وسخاءً لإسرائيل على حساب القضيّة الفلسطينيّة. ــ الراي

مواضيع قد تهمك