أ. د. اخليف الطراونة يكتب : عام 2025.. أفق جديد للأردنيين يحمل الأمل والازدهار
مع بداية عام 2025، يقف الأردن على عتبة مرحلة جديدة تحمل في طياتها بشائر الخير والازدهار. هذا العام ليس مجرد امتداد زمني جديد، بل يمثل فرصة حقيقية لإعادة صوْغ الطموحات وترجمة التحديات إلى إنجازات ملموسة تعكس قوة الإرادة الأردنية؛ وحكمة قيادتها؛ وتماسك شعبها.
الاقتصاد الأردني، الذي واجه العديد من العقبات خلال السنوات الماضية، بات اليوم أكثر استعدادًا للنهوض. فالجهود الحثيثة نحو التحول الرقمي والاستثمار في القطاعات الواعدة كالتكنولوجيا والطاقة المتجددة؛ بدأت تؤتي ثمارها، والمشاريع الكبرى للطاقة الشمسية والرياح تجعل الأردن ليس فقط مكتفيًا ذاتيًا، بل قادر أيضًا على تصدير الفائض إلى دول المنطقة، ما يعزّز موقعه بوصفه مركزًا إقليميًا للطاقة النظيفة. وإمكانية استخراج الغاز والبترول يجعل هذه التحولات تساهم في تخفيف العبء عن الاقتصاد الوطني؛ وتفتح الآفاق لفرص عمل جديدة ?لشباب، الذين يمثلون عصب المجتمع ومستقبله.
على الصعيد السياسي؛ يواصل الأردن ترسيخ استقراره في محيط مليء بالتحديات. ومن الجدير بالقول إن الحكمة السياسية التي تتميز بها القيادة الأردنية تضمن حماية المصالح الوطنية؛ وتعزّز دور الأردن بوصفه وسيطًا موثوقًا في النزاعات الإقليمية. كما أن الخطوات المتخذة لتعزيز المشاركة الشعبية في صناعة القرار، سواء من خلال الانتخابات أم الحوارات الوطنية، تعكس التزامًا حقيقيًا ببناء ديمقراطية أكثر شمولية. هذه المشاركة لم تقتصر فقط على النخب السياسية، بل امتدت أيضًا لتشمل الشباب والنساء وفئات وأطياف المجتمع كافة، ما أضفى زخم?ا جديدًا على الحياة العامة في الأردن.
فالتعليم، الذي كان- ومازال- يعتبر حجر الزاوية في بناء المستقبل الأردني، يشهد هو الآخر تحولاً نوعيًا. حيث إن التركيز المتزايد على التعليم المهني والتقني، جنبًا إلى جنب مع التحوّل الرقمي في العملية التعليمية، يعزّز من قدرة الشباب على المنافسة في سوق عمل عالمي يتسم بالتغير السريع. هذه الجهود تجعل من التعليم في الأردن بوابة للأمل، وركيزة أساسية للنمو الاقتصادي والاجتماعي.
كما أن المشاريع التنموية الكبرى، التي تهدف إلى تحسين البنية التحتية وتعزيز الأمن المائي، تعدّ من أبرز ملامح العام الجديد. مشروع «ناقل البحرين»، على سبيل المثال، ليس مجرد مشروع مائي، بل هو استثمار في مستقبل الأجيال المقبلة، يضمن استدامة الموارد الحيوية ويعزّز مناعتها أمام التغيرات المناخية. إلى جانب ذلك، تشهد مشاريع الإسكان والمواصلات تقدمًا ملحوظًا ينعكس إيجابًا على جودة حياة المواطن الأردني.
في خضم كل هذه التحولات، يظل الشعب الأردني القوة الدافعة الحقيقية لكل تقدم. تكافله الاجتماعي، وإصراره على العمل الجماعي، وروح المبادرة التي يتميز بها، كلها عوامل تجعل من الأردن نموذجًا للأمل والإيجابية. المبادرات المدنية، التي تدعم الفئات الأكثر احتياجًا وتعمل على تعزيز قيم التعاون والتعاضد، تضيف بُعدًا إنسانيًا للتطورات الاقتصادية والسياسية.
عام 2025 ليس مجرد عام جديد، بل هو شهادة على قدرة الأردن على تجاوز التحديات وتحقيق الطموحات. بإرادة صلبة، ورؤية واضحة، وتعاون متكامل بين القيادة والشعب، سيكون هذا العام، باذن الله، بداية لمرحلة تحمل الخير والازدهار لكل أردني. الأردن اليوم ليس فقط وطنًا، بل هو أيضًا قصة نجاح تُكتب بأيدي أبنائه وإرادتهم الصلبة، ليكون منارةً للأمل والاستقرار في المنطقة. ــ الراي