حمادة فراعنة : هل تقع الصفقة ؟
هل تفلح جولة المفاوضات غير المباشرة الجارية حالياً في قطر، بين وفدي المستعمرة الإسرائيلية وحركة حماس الفلسطينية، للتوصل إلى وقف إطلاق النار؟؟
مفاوضات ما يسمى المحطة الأخيرة، نسبة إلى انتهاء ولاية الرئيس الأميركي وبداية تسلم ترامب سلطاته الدستورية، والتوقعات المختلفة لردود فعل الرئيس الأميركي المقبل حول بقاء الأسرى الإسرائيليين ومنهم ستة من الأميركيين المحتجزين في قطاع غزة، وكما أشار إلى أن الجحيم ينتظر الخاطفين، مما يُثير السؤال هل ما تواجهه غزة اليوم بعيد عن الجحيم: جحيم القتل للمدنيين ولكل الشرائح المهنية، وحجم التدمير الذي يشمل كل المؤسسات، بدون أي حُرمات نحو أي من المؤسسات: مستشفيات، مراكز صحية، مدارس، جامعات، دور عبادة من المساجد والكنائس، فهل لدى ترامب ما يمكن أن يفعله أكثر مما فعله نتنياهو بحق أهالي قطاع غزة؟؟
منذ شهر تشرين الثاني عام 2023، وطوال سنة 2024، أحبط نتنياهو كافة مبادرات الوسطاء، ولم يستقبل اقتراحات حركة حماس التسهيلية بالقبول والرضى، بل نظر إليها وتعامل معها، على أن ما قدمته حماس هو تعبير عن ضعفها وتراجعها أمام قوة نيران جيش المستعمرة الذي حرق أهالي غزة بالقتل والتدمير، وهو استخلاص حتى ولو كان دقيقاً فهي لا تُسجل على حركة حماس بل تُسجل لصالحها أنها تسعى لإزالة استمرار القصف والقتل الإسرائيلي للشعب الفلسطيني.
حركة حماس بكل الأحوال لها مصلحة في نجاح الوسطاء للتوصل إلى صفقة تقوم على العوامل التالية:
1- وقف إطلاق النار، 2- تبادل الأسرى، 3- عودة النازحين من أهالي قطاع غزة إلى بيوتهم في شمال قطاع غزة: جباليا، بيت لاهيا، بين حانون، 4- انسحاب قوات المستعمرة من كامل قطاع غزة بشكل تدريجي.
بقية مقال حمادة فراعنة
هل تقع الصفقة
هذه العوامل، وغيرها، والبعض منها إذا تحقق ستكون نجاحاً وفوزاً بل انتصاراً إلى حركة حماس، وستسجل باعتبارها إخفاقات وفشلاً لبرنامج نتنياهو، الذي أعلن عبر برنامج وزير دفاعه السابق يوآف جالنت أن هدف الحرب منذ 8 أكتوبر 2023، وبعد الاجتياح الإسرائيلي إلى قطاع غزة يوم 28 تشرين أول أكتوبر عام 2023، حتى يومنا هذا هو:
1- إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، بدون عملية تبادل، وهو لم يتمكن من ذلك، رغم اجتياحه واحتلاله لكامل قطاع غزة، بل لم يعرف إلى الآن أماكن تواجد الأسرى داخل قطاع غزة المحاصر المحتل.
2- لم يتمكن من اجتثاث المقاومة من بين شعبها وإنهاء وجودها، حيث لا زالت فصائل المقاومة توجه لقوات المستعمرة الضربات المختلفة، وإن سبق لها وتعرضت لخسائر فادحة، بسبب تفوق المستعمرة في الطيران والتكنولوجيا والصواريخ والالكترونية، ومع ذلك ما زالت المقاومة صامدة، وهذا ما يُفسر أن قوات الاحتلال توجه ضرباتها إلى الحاضنة الشعبية التي تمد المقاومة بالطاقة البشرية، لعلها تزوي وتضعف وتزول.
نتنياهو لا مصلحة له بوقف إطلاق النار، ولكنه يُمارس التضليل في مواجهة الجيش والأجهزة الأمنية الذين يُصرون على أهمية وقف إطلاق النار، حيث لم يعد ما يستطيعون فعله ضد حماس، وكذلك لا يملك الحجج والذرائع لمواصلة الحرب أمام عائلات الأسرى الإسرائيليين، وكذلك يسعى لإظهار الانتصار أمام لجنة تحقيق لاحقة بشأن التقصير في معالجة عملية 7 أكتوبر وتداعياتها. ــ الدستور