كمال زكارنة يكتب : اسرائيل اكبر مغتصب للمياه في العالم.
كمال زكارنة :
البعض يسمي اسرائيل اكبر سارق او اكبر لص مياه على مستوى العالم،لكن في الحقيقة هي اكبر مغتصب للمياه في العالم،لانها تستولي على المياه بالقوة وامام الجميع وفي وضح النهار ،ولا تهتم بأصحاب المياه الشرعيين ولا بالقانون الدولي ولا تحسب حساب لاحد ،سواء كان اقليما او دوليا او قانونيا.
الاحتلال الاسرائيلي يفكر بالامن المائي ،كما يفكر تماما بالامن الحياتي ،لذلك هو يعتدي على الامن القومي العربي وعلى الامن المائي العربي ،ويحرص دائما على اضعاف العرب عسكريا واقتصاديا، وعلى نهب واغتصاب الثروة المائية العربية،وخاصة من الدول المجاورة.
عندما الغى نتنياهو اتفاقية فك الاشتباك وفصل القوات مع سوريا الموقعة عام 1974،وتوغلت القوات الاسرائيلية كقوة احتلال في الاراضي السورية وما تزال تحتلها وتتوسع فيها ،ركزت اسرائيل على السيطرة الكاملة على مصادر المياه السورية ،الانهار والسدود والينابيع وجميع المصادر المائية السطحية والجوفية والجارية ،حتى وصلت الى حوض اليرموك وسد الوحدة المشترك بين الاردن وسوريا .
ما نعرفه ان سوريا اقامت خلال السنوات الماضية حوالي 42 سدا مائيا ،في الجانب السوري من حوض اليرموك ،لاغراض زراعية واغراض الشرب،وهناك سدود اخرى كبيرة في الجولان، مثل سحم الجولان والبكار وغيرها ،تخزن كميات هائلة من المياه ،كلها الان تحت السيطرة الاسرائيلية ،ويدعي نتنياهو ان وجود قواته في الاراضي السورية مؤقت.
من اهم اهداف الاحتلال الاخير للاراضي السورية، السيطرة الاسرائيلية على مياه سوريا في الجولان بالكامل ،وهي اهم مصادر مائية بالنسبة لسوريا،وكذلك للاردن من حوض اليرموك وسد الوحدة.
وقبل ان تنسحب قوات الاحتلال من الاراضي السورية ،سوف يكون للكيان مطالب باستغلال المياه السورية ولو نسبيا او الحصول على حصة كبيرة منها ،وسوف يساوم عليها مقابل الانسحاب،اذا فكر بالانسحاب.
الاحتلال الاسرائيلي يهدد الامن المائي العربي كما يهدد الامن القومي ،والارض العربية المهددة بخطر التوسع الاسرائيلي على الدوام.
واسرائيل تغتصب كميات كبيرة جدا لا تحصى من المياه العربية ،اللبنانية والسورية والفلسطينية والاردنية.
وبسبب اغتصاب اسرائيل للمياه العربية، اصبحت قضية المياه امنية سياسية ،منذ قيام الكيان الغاصب على ارض فلسطين المغتصبة ،حيث قامت باغتصاب المياه الفلسطينية ومياه نهر الاردن ،وجففت بحيرة الحولة وحولت مجرى نهر الاردن،وسيظل الاحتلال "الإسرائيلي” لهضبة الجولان السورية خطراً قائماً، يمنع سوريا من استغلال مصادرها من المياه في الهضبة على النحو الذي يحقق لها تنفيذ المشروعات الإنمائية التي تخطط لتنفيذها في تلك المنطقة.
هذه سياسة اسرائيل المائية ،تتمثل باغتصاب مصادر المياه العربية بكل انواعها بالقوة العسكرية،وتستغلها لاغراض مختلفة ،وعندما تصادر الاراضي الفلسطينية لاقامة مستوطنات عليها ،فانها تأخذ بعين الاعتبار وجود مصادر مائية وفيرة فيها ،او قريبة منها وتركز على المناطق المرتفعة لاسباب امنية،وتعتبر السيطرة على المياه من اهم اسباب التوسع الاسرائيلي في الاراضي العربية.