د. محمد العرب : خارطة طريق الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات في الأردن
العنوان ليس للإثارة والتسويق الشبكي، المقال اعتمدت في كتابته على دراسة مستفيضة أنجزتها كوادرنا في pangeaAI والتي تتخذ من مدينة مانغالورو الهندية مقراً لها، يشهد العالم اليوم تطوراً هائلاً في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، مما يفتح آفاقاً جديدة للدول الطموحة للعب دور ريادي في هذه الصناعات المتقدمة، في هذا السياق يمكن للأردن أن يكون أحد اللاعبين الرئيسيين بفضل موقعه الاستراتيجي، وقاعدته التعليمية القوية، ورؤيته المستقبلية في تبني التكنولوجيا.
يمتلك الأردن مجموعة من الجامعات والمؤسسات التعليمية المرموقة التي تقدم برامج متقدمة في الهندسة والعلوم التقنية، جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية والجامعة الأردنية هما مثالان بارزان على المؤسسات التي تنتج خريجين مؤهلين في اساسيات الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، وتسعى الحكومة الأردنية إلى تحسين البنية التحتية الرقمية من خلال تطوير شبكات الاتصالات والإنترنت، التحسين المستمر في هذه البنية الأساسية سيسهم في تعزيز قدرات البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي.
يمكن للأردن الاستفادة من علاقاته الدولية القوية لتكوين شراكات مع شركات التكنولوجيا العالمية والمؤسسات البحثية الرائدة. هذه الشراكات يمكن أن توفر التمويل والخبرات اللازمة لدفع عجلة الابتكار والتطوير. يعتبر البحث والتطوير عنصراً أساسياً في صناعة أشباه الموصلات. يمكن للأردن أن يستثمر في إنشاء مراكز بحثية متخصصة في هذه التقنية، مما يعزز قدراته في هذا المجال ويضعه على الخريطة العالمية كمركز تكنولوجي متقدم.
يمكن للأردن جذب استثمارات من شركات أشباه الموصلات العالمية من خلال تقديم حوافز ضريبية وبيئة عمل مستقرة وآمنة. هذه الاستثمارات يمكن أن تساهم في إنشاء مصانع ومراكز إنتاج تسهم في بناء اقتصاد مستدام وقائم على التكنولوجيا. يمتلك الأردن قاعدة من المهندسين والفنيين المؤهلين في مجالات الهندسة الكهربائية والإلكترونية. تدريب هذه القوى العاملة على أحدث تقنيات تصنيع أشباه الموصلات يمكن أن يجعل الأردن مركزاً إقليمياً لهذه الصناعة.
لتعزيز مكانة الأردن كعاصمة محتملة للذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، يجب على الحكومة اتخاذ خطوات استراتيجية تشمل تطوير السياسات والقوانين التي تشجع على الابتكار والاستثمار في التكنولوجيا، مع التركيز على حماية الملكية الفكرية وتشجيع البحث والتطوير. يجب تقديم الدعم المالي والتقني للمؤسسات البحثية والشركات الناشئة في مجالات الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، مما يساعد في تحويل الأفكار المبتكرة إلى منتجات تجارية.
كما ينبغي تعزيز الوعي بأهمية هذه المجالات من خلال تنظيم ورش العمل والمؤتمرات والبرامج التعليمية التي تستهدف الشباب والخريجين. يمتلك الأردن كل المقومات التي تجعله عاصمة محتملة للذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات. من خلال الاستثمار في التعليم والبحث والتطوير، وتعزيز البنية التحتية التكنولوجية، وتبني السياسات الداعمة، يمكن للأردن أن يحقق قفزة نوعية في هذه المجالات الحيوية، مما يساهم في تعزيز اقتصاده وتطوير مجتمع معرفي متقدم.
تُصنع أشباه الموصلات بشكل أساسي من السيليكون، والذي يُستخرج عادةً من الرمال الغنية بالسيليكا. لا يُعرف الأردن بوجود كميات كبيرة من السيليكا عالية الجودة اللازمة لإنتاج السيليكون المستخدم في أشباه الموصلات.
لتطوير صناعة أشباه الموصلات، قد تحتاج الأردن إلى استيراد المواد الخام الضرورية مثل السيليكون النقي وهذا يمكن أن يكون عن طريق صحراء الأنبار غرب العراق والمحاذية للأردن فهي غنية بالسيليكون، كما يجب أن يتم تطوير البنية التحتية والتقنيات اللازمة لتحويل هذه المواد إلى منتجات عالية التقنية. التركيز الأساسي يمكن أن يكون على البحث والتطوير، والتعليم، والشراكات الدولية لجذب الاستثمارات وبناء القدرات المحلية في هذا المجال الحيوي.
السيليكون (Silicon) والسليكا (Silica) هما مادتان مرتبطتان ولكنهما مختلفتان في استخداماتهما وفي شكلهما الكيميائي، السيليكا (Silica) هي مركب كيميائي يتكون من السيليكون والأكسجين وصيغته الكيميائية هي SiO?. السيليكا توجد بشكل شائع في الطبيعة على شكل رمل أو كوارتز، وتُستخدم في مجموعة واسعة من التطبيقات الصناعية مثل الزجاج والإسمنت والسيراميك أما السيليكون (Silicon) فهو عنصر كيميائي يُستخلص من السليكا. يُعتبر السيليكون أحد أكثر العناصر وفرة في قشرة الأرض ويُستخدم بشكل رئيسي في صناعة أشباه الموصلات. للحصول على السيليكون المستخدم في أشباه الموصلات، يتم تنقية السيليكا إلى سيليكون نقي جدًا عبر عملية تسمى التصنيع الكيميائي.
العملية باختصار يتم استخراج السيليكا من الرمل وتُحول السليكا إلى سيليكون نقي عبر عدة مراحل تنقية تشمل عمليات كيميائية وفيزيائية، السيليكون النقي يتم تشكيله إلى رقائق (Wafers) تُستخدم في تصنيع الرقائق الإلكترونية والأجهزة الإلكترونية الأخرى.
إذا أراد الأردن تطوير صناعة أشباه الموصلات، فسيتطلب ذلك إنشاء مصانع لتكرير وتنقية السيليكون، بالإضافة إلى تطوير بنية تحتية تدعم البحث والتطوير في هذا المجال. ــ الدستور