الأخبار

عبد الهادي راجي : فتى أم العمد

عبد الهادي راجي : فتى أم العمد
أخبارنا :  

كلما جلست مع فيصل الفايز, يشكو لي عن الفيس بوك.. وماذا كتبوا عنه, وكيف أن واحدا تمنى له الموت, وقد أخرج صفحة وجعلني أقرأ ما كتب، وقد صدمت لبشاعة الدعاء, أيحق باسم المعارضة والخوف على الوطن أن نتمنى لأب وجد وابن قبيلة محترمة الموت؟.. قلت كلما جلست معه, شكا الرجل من الأصوات التي لا تتركه, ومن الذين يرسلون للقضاء.. وبعد ذلك يرسلون (بجاهات وعطوات) للتنازل عن القضية.. للعلم فيصل تنازل عن كل القضايا.

حسنا أعرف سيقولون أني (اسحج) لفيصل.. فليكن سأسحج.. وسيقولون قبل إكمال المقال: يطمع ببعض الدريهمات.. فليكن الأرض الأردنية ذات يوم طمعت بدم الفتية من (بني صخر) حين داهم الغزو بلادنا, صدوا السيوف بزنودهم.. وجعلوا الخيل تقاتل معهم, والزمن يقاتل والتراب يقاتل.. وصانوا العرض والأرض والدين... ما بخلوا على التراب الأردني بالدم, فهل سيبخلون علينا بالحب..

أنا يستفزني غضب هذا البدوي, وتستفزني شكواه... واسأل الذين يرمون الكلام ماهو المطلوب من فيصل الفايز؟.. هل مطلوب منه أن يؤسس حزبا معارضا؟.. هل مطلوب من فيصل الفايز أن يقوم بتشغيل البث اليومي كل ليلة.. ويعرض وثائق السرقات ويهاجم فلان ويرجم علان... هل المطلوب من فيصل الفايز مثلا: أن يجمع القبيلة ويعلن عن مؤتمر تأسيسي أول للمعارضة.. هل المطلوب منه أن يحمل سيف مثقال.. ويهزه في هذا المدى ويوظفه لغير الحق والحياة والوطن؟.

هل سترضون عنه لو فعل كل هذا؟... حسنا فيصل هو الفتى البدوي المهذب فتى (أم العمد), والسياسة لدى البدوي هي أن يقول القلب ما تشعر به ولا تترك للسانك الحديث, السياسة لدى البدوي.. هي أن تحيط الكلام بالحب لا بالبغض والكره.. والسياسة لدى حفيد من ربط المندوب السامي البريطاني في اسطبل الخيل.. هي أن لا (تتمرجل) على الناس باسم المنصب أو باسم المال أو باسم القبيلة.. والسياسة قبل كل ذلك وبعد كل ذلك, هي أن توقف سيارتك في (ام العمد) وتقابل الناس وتحتضنهم بعيونك لا بيديك.. كل ذلك أجاده فيصل الفايز, وأنا لا أريد منه أكثر من?ذلك.

للعلم ذات يوم هاجمته, لتصريح أصدره.. وذات يوم هاجمته أيضا لحوار عقده ولم ينجح, وكان في كل مرة يترك غضب القبيلة, ويترك غضب قلبه ويستوعبنا.. كان (يبطحنا) بالحب, الرجل الوحيد الذي استطاع اخراج كل خصومه من حلبة الصراع بالحب هو فيصل الفايز, وأنا اعترف أنني كلما كنت أتوجه صوب نقده أو الهجوم اتلقى الضربة القاضية منه, إما عبر زيارة أو هاتف.. ويطوي ما فات.

يكفي رجم الناس بهذه الطريقة, ويكفي أن يصل الانحدار بنا إلى أن نتمنى الموت لشخص إن اختلفنا معه, ويكفي أن نترك تاريخ كل أهله.. ونترك السيوف والحروب التي خاضوها والدم الذي دفعوه, والدموع التي ذرفتها النساء في بني صخر على الرجال الذين ذهبوا للقتال في فلسطين.. واختاروا جوار الرب مستقرا ونعيما وشهادة... ويكفي أن تصبح قصتنا (مراجل الفيس بوك)... على الأقل الذين يمارسون (مرجلة الفيس بوك).. لو عرفوا سيف مثقال, وكيف أسس من النصل دستورا للفروسية والرجولة, وما سقط من يده.. حتى في موته ظل السيف شامخا.. لو عرف الذين يمار?ون مراحل (الفيس بوك).. هذا الأمر, لما تحدثوا كلمة عن فيصل...

هذا فتى ام العمد وابنها.. ــ الراي

Abdelhadi18@yahoo.com

مواضيع قد تهمك