الأخبار

م . فواز الحموري : حديث الملك المباشر للحكومة

م . فواز الحموري : حديث الملك المباشر للحكومة
أخبارنا :  

تحدث جلالة الملك عبد الثاني إلى الحكومة خلال ترؤسه جانبا من جلسة مجلس الوزراء بشكل مباشر ومن خلال رسائل ذات أهمية قصوى ضمن مسيرة التحديث و بمساراته الثلاثة السياسية والاقتصادية والإدارية، ذلك أن التحديث مشروع الدولة الأردنية ولهذا ركز جلالته على المحاور التالية والتي على الحكومة التقاطها وبسرعة واهتمام وعناية؛ جلالة سيدنا سيتابع شخصيا عمل الحكومة لتحديد مواطن الخلل ولقياس الإنجاز عند تحقيقه.

لهذا بدا حديث جلالة الملك واضحا وصريحا حين أشار إلى أن التراخي في تنفيذ مشروع التحديث أو التراجع عنه أو تأجيله ليس مقبولا وعلى الحكومة بذل الجهود للإسراع في الانتهاء من وضع البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي في أقرب وقت ممكن، مقترنا ذلك بالتمويل المناسب وبمؤشرات أداء وقياس واضحة.

المطلوب كما أشار سيدنا من الحكومة رفع تقرير كل 3 أشهر على الأقل لسير العمل في البرنامج التنفيذي للرؤية الاقتصادية، على أن يُربط تقييم أداء الوزارات بمدى إنجازها لذلك البرنامج، إضافة تقييم أعمال الوزراء بناء على تحقيق أهداف وزاراتهم ومساري التحديث الاقتصادي والإداري ؛ فالمسؤول الذي ليس بحجم المسؤولية عليه أن ينسحب حتى لا يؤخر الفريق، هكذا وبكل أمانة وحق للوطن على المسؤول قبل الآخرين.

أشار جلالة الملك وبصراحة ومباشرة إلى أن استقرار الأردن ثابت، ومن راهن على غير ذلك دفع الثمن، بل أضاع استثماراته في الخارج وخسر الكثير، ولعل المخرج من ذلك كما أشار جلالته بأن الاستثمار الخارجي لا يُبنى على المحبة فقط، بل يكون بتحقيق عائد وربح للمستثمر، وعلى مؤسساتنا أن تعي ذلك بوضوح وتخطيط واستقطاب ويحتاج أيضا إلى عناصر من الثقة والانتماء والإيمان بالأردن على الدوام، جنبا إلى جنب مع إبراز قصص نجاح الاستثمار في الأردن.

في مجال شراكة المواطن مع الحكومة أكد جلالته من جديد للحكومة إلى أهمية التواصل مع المواطنين ليشعروا بأنهم شركاء وأن الحكومة تعمل لصالحهم، منوها إلى ضرورة أن يلمس المواطنون حجم الإنجاز في الميدان، وإلى وجود الوزير الميداني وقريب الصلة والثقة بالمواطن وحاجياته ومتطلباته المعيشية وتطلعاته للمستقبل.

لفت جلالة الملك إلى أهمية التركيز على حق وسائل الإعلام والمواطنين بالحصول على المعلومة، والتواصل المستمر مع وسائل الإعلام المهنية، كون البديل هو انتشار الأخبار الزائفة والإشاعات وتلك الصورة الدارجة عند التعامل مع القضايا ذات الاهتمام العام وتحويلها إلى اعتداء على الخصوصية والتهجم والمبالغة والتشويه والمغالطة دون وجه حق وحجة وإثبات.

محاور حديث جلالة سيدنا للحكومة واضحة وفيها من الإصرار الملكي على المتابعة والتقييم والتواصل والتأكيد على مفهوم المسؤولية الميدانية وتعميق روح الثقة والانتماء للأردن ومنجزاته، كما قدمت بأدب الهاشميين العتب على البطء في الإنجاز وتحمل الأمانة والتقصير دون مبرر وعذر مقبول.

زيارة جلالة الملك لدار رئاسة الوزراء وترؤسه جانبا من اجتماع جلسة مجلس الوزراء، فيها الكثير من الرسائل المباشرة لتوجيه أداء الحكومة باتجاه التحديث والسير قدما في توطيد العلاقة التشاركية مع المواطن والنزول إلى الميدان، والتركيز على الإعلام المهني والحرفي للوصول إلى الحقيقة والدفاع عنها بشراكة حقيقية مع المواطن.

وضع جلالة الملك الكرة في مرمى الحكومة لتعمل وفق ما طلبه الملك صراحة وتوجيهات تليق بسمعة الأردن واستقراره وتصب في مصالحه وبرامجه للتحديث والذي لا بديل عنه أو مفر.

المطلوب التقاط مضمون حديث الملك وتنفيذ ما ترشد إليه مضامينه والتي جاءت هذه المرة بعبارات مكثفة ومباشرة وبلباقة هاشمية ناقدة وموجهة في ذات الموقف والحدث، وكانت جادة في المتابعة وضمن مؤشرات أداء وقياس واضحة، سوف يتابعها سيدنا بنفسه.

حديث مباشر وصريح؛ لا بد من العمل والمواظبة وتحقيق الإنجاز وقياسه من ثم وغير ذلك غير مقبول. ــ الراي

fawazyan@hotmail.co.uk

مواضيع قد تهمك