الأخبار

يوسف غيشان : أصفار على الشمال

يوسف غيشان : أصفار على الشمال
أخبارنا :  

دخلت الأرقام إلى لغتنا العربية منذ أيام الخليفة المنصور عن طريق عالم فلك هندي، وهي الأرقام التسعة الأولى (قبل ابتكار الصفر). وحققت الأرقام فيما بعد قفزة عالية بواسطة الخوارزمي أيام المأمون، الذي عدّل بعض أنواع الأرقام الهندية ليركب ما هو معروف حتى الان بالأرقام العربية.

الأرقام العربية حاليا هي الأرقام التي تستخدم بالعربية، بعد أن نبذها عرب المشرق، لأسباب لا أعرفها، فابتكر لهم الخوارزمي مصفوفة أرقام اخرى تسمى بالأرقام الهندية، وهي الأرقام التي نستخدمها حاليا.

لاحظوا أن الأرقام ما فتئت تتغير في الشكل أكثر من مرة، حتى اكتشاف الطباعة التي ثبّتت شكل الأرقام نهائيا، حتى الان.

لم يكتف الخوارمي بذلك، بل ابتكر الصفر (المكّون من دائرة) قبل أن يكتشفه الهنود بأربع سنوات على الأقل. صفر الهنود هو النقطة التي نستخدمها حاليا، بينما كان صفرنا الأصلي هو الدائرة المستخدمة عالميا.

هذا الصفر نقل العالم نقلة عبقرية في مجال الرياضيات، وكافة العلوم المرتبطة بها، وهي جميع العلوم الطبيعية، لا بل أن الصفر صار أساس البرمجيات في مجال الكمبيوتر وتوابعه.

لاحظوا أن الأرقام الأفضل، التي يستخدمها العالم في جميع اللغات، هي الأرقام العربية أصلا، بينما اضطر الخوارزمي أن يعدل لنا ارقاما هندية،نطقطق بها.

وين المشكلة؟؟؟؟

المشكلة أننا ابتكرنا الصفر، فصار أساس العلم والتطور البشري، بينما تحولنا نحن إلى صفر .... صفر على الشمال طبعا، في عالم لا يهدأ، ويتطور كل يوم.... أعتذر: يتطور كل ساعة...أعتذر كل ثانية.

أما الأرقام العربية فقد صارت تأتينا ضمن كشوفات من البنك الدولى والدول الدائنة، كشوفات ديون ترتفع باستمرار في متوالية شبه هندسية، وبشكل مرعب.

المشكلة ان الديون تتراكم، بلا مشاريع مربحة، ولا خدمات أفضل، عدا أرقام الديون التي تتقدم باستمرار، دون أي فكرة عند حكوماتنا حول طريقة تسديد فوائدها...فوائدها فحسب.

حكومات عربية تستدين لكنها تترك أمور تسديدها لحكومة لاحقة، وكذلك تفعل الحكومة اللاحقة في الحكومة التي سوف تليها...وهكذا دواليك...

لوين رايحين يا جماعة؟؟؟؟ ــ الدستور

مواضيع قد تهمك