الأخبار

كمال زكارنة : "فلسطين" كاملة العضوية في الامم المتحدة

كمال زكارنة : فلسطين كاملة العضوية في الامم المتحدة
أخبارنا :  

كمال زكارنة :
امام اسقاط الخيار العسكري عربيا،بل وفي ظل التقارب العربي الجامح مع الكيان الغاصب المحتل لفلسطين،تبقى الجبهة الدبلوماسية السياسية الى جانب الحرب الشعبية الفلسطينية في الداخل المحتل،في عموم فلسطين،هي الخيار المتاح حاليا لمواجهة العدو،وتحقيق انجازات ذات قيمة،بحيث تكون الثورة الشعبية القائمة حاليا، معززة للجبهة الدبلوماسية السياسية،والثانية تستند الى الاولى،حتى تكتسب الورقة الفلسطينية قوتها المطلوبة امام الرأي العام العالمي.
ندرك جيدا ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحديدا، والقيادة الفلسطينية عموما،لا يحتاجون الى ارشادات وتوجيهات من احد،لكن من المؤكد تماما ان الرئيس الفلسطيني يقوم بالتشاور بكل ما يخص الشأن الفلسطيني، مع الزعماء والقادة العرب اولا،والمسلمين والاصدقاء في العالم.
غدا يلقي الرئيس ابو مازن خطابا في الامم المتحدة،يصفه المقربون من الرئاسة الفلسطينية بالهام جدا،وهذه الفرصة لا تتكرر الا مرة واحدة في العام،ولا بد من استغلالها بشكل يخدم القضية الفلسطينية ويحقق نقلة جديدة على الصعيد السياسي على الاقل،وامام الرئيس عباس فرصة مثالية للمطالبة وبقوة دول العالم وهيئة الامم المتحدة ،الموافقة على رفع مستوى التمثيل الفلسطيني في هذه الهيئة الدولية الاهم عالميا، من وضع المراقب الى الدولة كاملة العضوية،مستندا في ذلك الى اعتراف اكثر من مئة دولة بدولة فلسطين،والى خطاب الرئيس الامريكي بايدن في الامم المتحدة، الذي اكد تأييد الولايات المتحدة لحل الدولتين،اضافة الى تسريبات حول موافقة لبيد على هذا الطرح كخيار استراتيجي للحل الدائم في الشرق الاوسط،وكذلك تأييد جميع دول العالم تقريبا لحل الدولتين،ومن ثم المطالبة بتوفير الحماية الدولية الكاملة لدولة فلسطين المحتلة ارضا وشعبا حتى يرحل عنها الاحتلال بشكل كامل.
هذا الانجاز لو تحقق سوف ينسف المخططات الصهيونية السابقة واللاحقة ،ويلزم العالم بتدويل حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي،وتحميل المجتمع الدولي مسؤولية حماية الشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية تحت الاحتلال.
نحن امام متغيرات متسارعة ومتلاحقة في العالم،ابرزها تأييد الولايات المتحدة لتوسيع مظلة مجلس الامن الدولي ،بزيادة عدد الاعضاء الدائمين وغير الدائمين، والغاء حق النقض الفيتو للدول دائمة العضوية،هذا يعتبر اهم متغير دولي قادم،الى جانب مخرجات الحرب الروسية الاوكرانية والاصطفافات التي ترافقها وتنجم عنها لاحقا.
معادلة الصراع في الشرق الاوسط سوف تتغير ايضا ،في ظل سباق التسلح بين ايران ومحورها من جهة، والاحتلال الغاصب من جهة اخرى.
استغلال كل هذه الاحداث والمتغيرات والمعادلات الناشئة الجديدة، يمكن ان تشكل ارضية صلبة للجانب الفلسطيني للقفز فوق المخططات والمؤامرت الاسرائيلية وافشالها، وتحقيق منجز فلسطيني هام على المستوى الدولي.

مواضيع قد تهمك