الأخبار

سلطان حطاب يكتب : الدبلوماسية الشعبية والديوان الملكي

سلطان حطاب يكتب : الدبلوماسية الشعبية والديوان الملكي
أخبارنا :  

يفتح الديوان الملكي الباب واسعاً، لممارسة ما يمكن أن يطلق عليه اسم الدبلوماسية الشعبية، وذلك بتوسيع اللقاءات في ساحة الديوان وفي الخيمة الكبرى التي تتسع لأكثر من ألف شخص جالسين.
أمس الأول حضرنا في معية أكثر من 500 شخص، سيدة وسيداً، وقد أموّا الديوان الملكي العامر، ليستقبل معالي رئيس الديوان السيد يوسف العيسوي، ومعالي المستشار الملكي لشؤون العشائر الباشا، كنيعان البلوي "أبو ماجد" في عرس.. سماه زميلنا حازم قشوع، الذي قاد الحضور "بالجاهة" وقد تحدث في هذه المناسبة التي أرادت ردّ الجميل للملك وللهاشميين على وقوفهم المشرف مع الشعب الفلسطيني وتقديم المساعدة لغزة بالقدر الذي استطاع الأردن وسط حالة من الجحود والنكران العربي والاكتفاء بتحميل اسرائيل جريمة التجويع والتعطيش والحرمان من الأدوية، إن شعبنا يتمزق حزناً وغضبا على حال الأمة وما وصلت اليه.
لقد تحدث رئيس الديوان حديثاً عميقاً مؤثراً عن الموقف الأردني، وتحديداً موقف القيادة الهاشمية وإيصال المساعدات الى غزة عبر أشكال مختلفة وإمداد المستشفيات الميدانية في غزة، ودور ولي العهد الأمير الحسين وصاحبة السمو الأميرة سلمى، التي عملت بالجو من أجل ايصال المساعدات.
في لقاء الشكر والعرفان للهاشميين بدورهم المشرف، تحدث أكثر من 25 شخصاً مذكّرين بالموقف الأردني، ورافضين أيّ محاولة للنيل من هذا الموقف النبيل، ومؤكدين على استمرار هذا الدور الذي هو جزء من العقيدة الهاشمية التي ظلت دائماً في خدمة العرب والعروبة والقومية والاسلام، لم يلهنا بيع أو تجارة أو مصالح خاصة أو ضيقة عن دورنا ولم يسع بلدنا ونظامنا لمنافع خاصة من القضية الفلسطينية، بل ظل يدعم ويقف مواقف نبيلة سجلت له، وظل فوق الخلافات والتناقضات، يقوم بدوره امام العالم لتبقى القضية حيّة عصيّة على التصفية.
لقد التزم الأردن بمواقف واضحة، وما زالت اللاءات الملكية ثابتة، ويدافع عنها الأردن ويصونها ويدفع كلفتها، فالأردن الذي يتمسك بحل الدولتين، هذا الموقف الذي لم يعد سهلاً ولا عادياً، إذ غاب عن بيانات وأدبيات الكثير من دول العرب والعالم، وما زال الأردن يمسك به ويعليه ويعرف كلفته ويدفعها.
لقد واجه الأردن وما زال حالة جحود واسعة من أطراف عديدة، ولكن هذا الجحود والإنكار ومحاولات النيل من عزيمته، لم تثنه ولم تفت في عضده، ولم تفقده تأييد شعبه الواسع الذي تجسد اول أمس في نموذج مشهد شعبي دفاق أمام الديوان الملكي، ليضيف الى مداميك التأييد المستمرة والعالية مدماكاً جديداً، حيث يتواصل التأييد الشعبي الواسع، وحيث تلعب الدبلوماسية الشعبية التي يقودها الديوان دورها كاسمنت في تقوية الوحدة الوطنية والحفاظ على الأمن الأردني، وجعل الحوار رافعة أساسية باعتباره اسلوباً ديمقراطياً في خدمة الامن الوطني.
دورنا الاردني كبير وعظيم، لا يقوم من المال او النفط أو الغاز، ولكن يأتي من الدور الكبير الذي لعبه الأردن وما زال يلعبه في المنطقة، كقائد للاستقرار والسلام والحرص على حماية الشعوب ووحدة أراضيها، فنحن أيدنا سوريا وما زلنا نؤيد استقرارها ووحدة ترابها، ووقفنا من قبل مع العراق ليظل امتداده عربياً، يلعب دوره في خدمة شعبه وأمته، وصمدنا في وجه الإرهاب، وقاتلنا ونجحنا، ولم نغب عن العمل العربي في قممه المختلفة، ولم نلتف على أي دور عربي، بل كنا مع المبادرات العربية، وفي أي جهد عربي منتج، ولم يتردد قائدنا في الذهاب الى آخر الدنيا للدفاع عن القضايا العربية، ولم نخذل شعبنا ولا القضية المركزية للأمة.
عاد الملك من زيارته إلى البيت الأبيض دون تفريط أو قبول لأية رواية لا تخدم قضية شعبنا ومصالحه، يوم أمس اكد الحاضرون الانحياز للوطن ومحبة القائد وموالاته وندعو لمثل ذلك باستمرار. ولابد ان نسمع صوتنا للعالم فخيارنا هاشمي.

مواضيع قد تهمك