د. ذوقان عبيدات يكتب: مُدهِشٌ ذلك الحزب!!

بقلم: د. ذوقان عبيدات
لستُ من المُغرَمين بالأحزاب، وليس لديّ أوهام بحاضرها، أو مستقبلها. وليس لمعظمها ماضٍ يُلهِمها، ولا أيديولوجيا تنْظّمُها!! ولذلك، لن أكون من المروّجين لها، ولكن أدهشني أمس موقف "قد" يجعلني أفكّر في تقليل يأسي من الأحزاب والحزبية، لا سيّما أنني قلت منذ سنة: ليست أحزابًا، وليسوا حزبيّين!! ذلك الموقف هو إشهار الحزب الديموقراطي الاجتماعي لبرنامجه، أو فلسفته التربوية! ومصدر دهشتي انبثق عن وجود بعض الجدية والوعي في هذه الفلسفة. فما دواعي دهشتي؟
(01)
الاهتمام بالتعليم!
لقد ناضلت مع زملاءَ وزميلات من أجل لفت انتباه المجتمع للتعليم. أنشأنا مجتمعَ النهضة التربوية، كُتِبت فيه مقالات، وتم تحليل كتب، وتخللته دراسات عن المناهج… إلخ. كان هناك إحساس بأهمية التعليم، حتى أمكن القول: إن التعليم صار قضية مجتمعية! وهذا نجاح كبير، انعكس في اهتمام الحزب الاجتماعي، والحزب المدني، وأحزاب أخرى مثل: حزب جبهة العمل بالمناهج والتعليم.
(02)
ماذا في فلسفة الحزب التعليمية؟
في استعراض متحدثين حزبيّين من الديموقراطي الاجتماعي لفلسفة الحزب، وسياساته التربوية، أدهشني ما يأتي:
تكامل الفلسفة التربوية .
النظرة الحداثية للتعليم.
انعكاس فلسفة الحزب العامة على فلسفته التربوية في مجالات:
العدالة الاجتماعية.
تكافوء الفرص.
تقليل الفجوات، والتباينات في البيئات التعليمية.
ولذلك لم تنطلق فلسفتهم التربوية من فراغ، بل من مبادئهم في الحرية، والعدالة، والمساواة، وسيادة القانون.
أدهشني تحليل د. عبد الحسبان للعلاقة بين الدولة والتعليم، فيما وصفه "دولنة " التعليم، بمعنى أن التعليم يعكس خيرَ الدولة وشرَّها! ومن حق الدولة تشكيل المواطن؛ وفق فلسفتها حتى لو كانت غير ديموقراطية!!.
(03)
ما يجدر تصويبه!
كان من الواضح أن نقاشًا حادّا دار بين أعضاء الحزب حول قضايا ثلاث:
المركزية واللامركزية.
النظرية والتطبيق.
العلم والدين.
خلَت ورقة الموقف الحزبية من عناصر مهمة مثل: الرؤية، والرسالة، ونموذج المتعلم المطلوب!
قال أحدهم: إن حزبًا دينيّا متطرفًا لا يذهب إلى ما ذهب إليه الحزب الديموقراطي الاجتماعي، في توصيف العلاقة بين العلم والدين!
فهمت عليّ جنابك؟!!