الأخبار

د. حازم قشوع يكتب : الطائرة الرئاسية بين الوجهه والتوجه !

د. حازم قشوع يكتب : الطائرة الرئاسية بين الوجهه والتوجه !
أخبارنا :  

د. حازم قشوع

بعد اخماد نيران المنطقة ولو بشكل مؤقت، من كشمير الى غزة وعلى طول واجهة سنتكوم العسكرية تحط الطائرة الرئاسية فى الرياض وسط جدل تملؤه الهدية القطرية للمكتب البيضاوي التى تعرف بالقصر الطائر، وهي الهدية التي تصل قيمتها إلى 400 مليون دولار لتكون بديلا عن الحوت الطائر "إير فورس 1"، وهذا ما جعل من رحلة الرئيس الأمريكي للمنطقة تحمل غبار قبل قدومها، كما تحمل الكثير من التكهنات منذ ان اعلن البيت الابيض عن وجهة الرحلة الأولى للطائرة الرئاسية انها ستكون الرياض - الدوحة - أبوظبي، وهي الوجهة الاولى من نوعها منذ أن أصبح للولايات المتحدة المتحدة دور في بيت القرار العالمي قبل 80 عاما مع روسيا التي احتفلت بعيد النصر فى الساحة الحمراء قبل عدة أيام.

وقبل دخول الطائرة الرئاسية لأجواء الرياض العربية وامواج من التكهنات تصاحبها، تارة تتحدث عن اعتراف أمريكي بالدولة الفلسطينية على رتم حماية امريكية لقطاع غزة، وتارة أخرى تتحدث عن وصول المفاوضات الايرانية الامريكية لإعلان إطار عام للتوافقات التي يتم صياغتها ضمن مسارات متعددة الأقطاب وثنائيه، هذا إضافة لحديث الصفقات التي ستعنونها محطة قدوم الرئيس الأمريكي للرياض في المجالات العسكرية والاتصالات والعلوم المعرفية والذكاء الاصطناعي، وهذا ما سيجعل من زيارة الرئيس ترامب للمنطقه زيارة صاخبة كونها تأتي بعد الـ100 يوم الاولى من استلامه سلطاته الدستورية.

وفي ظل أجواء تطبيعية تخيم على أجواء المنطقة تحمل في طياتها سوريا كما ينتظر أن تحمل بقية دول المشرق العربي، تأتي هذه الزيارة لإخماد تداعيات حروب إسرائيل من دون حديث مباشر حول نقطة مفصلية بعينها، وهذا ما يعنى انتقال الحالة "من تصفيه إلى تسوية" ينتظر أن تأتي وفق صفقة تضع ارضية ملائمه حول ولا تعتمد فك شيفرة الحل، وهو الاستخلاص الذي يعني بالمحصلة الوقوف عند حالة مفردة لإدارة الأزمة وليس العمل على حلها ولعل بالون الاختبار الذي أرسله الرئيس ترامب بإعلانه لبيان مهم لم يحصل وكان جزءا من مناخات الاثارة الذى لم يفصح عنه بعد.

وفى هذه الأثناء تعيش اسطنبول اجواء مفاوضات مهمة روسية أوكرانية بحضور الزعيمين الرئيس بوتين و زيلنسكي بواسطة مباشرة مع الرئيس أردوغان، وهي المحطة التي تعتبر محط اهتمام من الرئيس ترامب كونها تنهى حرب أوكرانيا والتى قد يشارك فيها بعد انتهاء جولته في المنطقة، وهي ذات المحطة التى يشارك فيها الأردن بشكل فاعل من خلال حضوره الدبلوماسي بشكل مباشر كونها المحطة التي تعتبر مركز مهم للملفات الأخرى التي تحمل سمتها مسقط بحلتها الايرانية الامريكية والدوحة بمضمونها الذى يحمل عنوان حرب غزة.

لما تقف عليه تركيا فى ميزان فى التوجه على الرغم من وجه الرئيس الأمريكي الى المنطقة الخليجية الا ان مسألة استبدال الخليج الفارسي بالعربي لن تحمل مضمون سياسي على أهميتها الشكلية كما إن هذه المسألة لن تضيف إضافة جوهرية للحاضنة العربية يمكنها أن تنهي مسألة الأزمة المستعصية الفلسطينية الإسرائيلية التي مازالت الادارة الامريكية تعتبرها شأن داخلى إسرائيلي، وهذا ما يجعلها بحاجة الى قرار اعتراف بالدولة الفلسطينية عبر نقلها من طور مراقب الى منزله عامل في الأمم المتحدة، وهو القرار الذي سيتم مناقشته عربيا وان كانت مقرراته ستظهرها مفاوضات اسطنبول، وهذا ما يجعل من حاله الطائرة الرئاسية غائره بين الوجهه والتوجه.

مواضيع قد تهمك