الأخبار

جميل النمري يكتب: زيارة ترامب في عيون الرأي العام

جميل النمري يكتب: زيارة ترامب في عيون الرأي العام
أخبارنا :  

حصوة تسند صخرة. وصفقة لوقف الحرب الوحشية على غزة تسند الصفقات التريليونية التي يريدها ترامب مع دول الخليج.

الرأي العام العربي ليس مهتما بالانجازات الاقتصادية لزيارة ترامب اليوم للسعودية والامارات وقطربل بالانجاز السياسي الوحيد الذي يتوق اليه وهو وقف المذبحة المروعة الجارية للشعب الفسطيني في غزة. ويمكن للقادة ان يتخيلوا موقف الرأي العام حين يرى ترامب يقفل عائدا محملا بمكاسب الصفقات الاقتصادية دون الصفقة السياسية اليتيمة المنشودة من اجل غزة. بل تخيلوا ان ترامب يعود بهدية شخصية(طائرة رئاسية بقيمة 400 مليون دولار) ولا يفعل شيئا لانهاء حصار التجويع لأطفال غزة!!

أداء ترامب يشي بأوقات افتراق عن نتنياهو يجب استثمارها من الدول التي يزورها. فقد اقال مستشاره للأمن القومي لتنسيقه مع نتنياهو من وراء ظهره، وادار اتفاقا لوقف النار مع الحوثيين غير مبال بخيبة نتنياهو وغضبه، ودخلت اطراف خليجية بالتعاون مع الولايات المتحدة بنجاح على ملفات اقليمية متفجرة مثل المفاوضات الأمريكية الايرانية المباشرة وغير المباشرة واللقاءات الروسية الامريكية لوقف حرب اوكرانيا، وشاركت السعودية مع الولايات المتحدة في تدخل سريع لإطفاء الحرب الهندية الباكستانية في المهد. فهل يجوز العجز امام غزة وفي مناسبة بذل المليارات تلبية لشهوة ترامب الاقتصادية.

كان ترامب قد تحدث عن شيء جيد كبير جدا سيعلن عنه قريبا ولا ندري اذا كان يقصد الصفقات المتوقعة قيد البحث التي سيتم توقيعها اثناء الزيارة ليصنع الرجل المشهد الذي يحبه، لكن المشهد بالنسبة لنا سيكون بائسا ومذلا جدا اذا غادر ترامب والحرب على غزة مستمرة. وقد رأينا حماس تقدم مبادرة ذكية بالاعلان عن اطلاق المحتجز الأمريكي دون مقابل وتقديم عرض لصفقة شاملة باطلاق سراح جميع المحتجزين دفعة واحدة ونقل القطاع الى ادارة مهنية مستقلة وحسب ما يعلن عن مسار المفاوضات برعاية مصرية قطرية فالاتفاق بات ممكنا ويتقاطع مع مقترح ويتكوف. لكن نتنياهو يستمر بالمناورة ووضع خطة لاحتلال كل القطاع اي ادامة الحرب الى ما شاء الله كضمانة وحيدة لإستمراره في الحكم. وهو اخذ بعض الخاطر لزيارة ترامب بالاعلان عن تجميد خطة الاجتياح مؤقتا. يعني لحين مغادرة ترامب.

تقدم دور بعض الدول العربية بصورة لافتة بعد تراجع البعبع الايراني ورأينا ذلك في عدة ملفات كما اشرنا سابقا وهذا بالتزامن مع سياسة ترامب لاطفاء حروب تتحمل امريكا كلفتها بلا عوائد. والحرب على غزة هي كذلك والحال واستمرارها ليس له اي مبرر لا سياسي ولا امني ولا اقتصادي غير خدمة الاجندة الفاشية المجنونة لأقصى اليمين الديني الصهيوني، ولدى ترامب كل الاسباب لشد نتنياهو من اذنه لتوقيع صفقة وانهاء الحرب على غزة. يكفي افهامه ان العرب لا يستطيعون توقيع الصفقات دون انهاء الحرب التي وصفها هو نفسه بالوحشية. ــ الراي

مواضيع قد تهمك