باسم سكجها يكتب: جولة ترامب بين الدخان الأسود والأبيض، والدولة واللا دولة!

خرج الدخان الأسود مرّة في الفاتيكان، وفي المرّة الثانية خرج الأبيض وعرفنا إسم البابا الجديد، ولكنّ الدخان الأسود ما زال يلفّ الأجواء حول ما سيعلنه "المرشّح البابوي" على سبيل النكتة: دونالد ترامب!
"شيئ كبير وعظيم وغير مسبوق سأعلنه قُبيل زيارتي الشرق أوسطية"، قد يكون الخميس أو الجمعة أو حتى الإثنين، حيث موعد الوصول إلى الرياض، وقد مرّ الخميس والجمعة والسبت، وتبقّى يومان على يوم الوعد المنتظر.
ذلك ما قاله الرئيس، ومن الطبيعي أن يكون التوقّع والتكهّن يتعلق بالمنطقة، وهكذا فقد سادت التنبؤات والتحليلات، وفي حقيقة الأمر فهي لم تخرج عن فلسطين وسوريا، وبالطبع تفاهمات ابراهام!
وعلى الرغم من أنّ السفير الأميركي في اسرائيل نفى أن تكون مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية بين المتوقّع، ووصف التسريبات بـ"الهراء"!، فليس من المستبعد أن تكون حقيقة، باعتبار أنّ السفير لا يعرف، أو أنّه قد يكون مشاركاً في لعبة الغموض!
علينا أن ننتظر ونرى، ولا تفصلنا عن الأمر سوى ساعات، ولو كانت المسألة تتعلق بسوريا الجديدة ودخولها في تفاهمات ابراهام، فهذا لن يكون جديداً، ولا خبراً صاعقاً، كما أطلقه ترامب نفسه، فالأرض مهيأة لذلك!
لعبة الغموض، والتوقّع، وحبس الانفاس، مسألة يتقنها دونالد ترامب، ويستمتع بها، ولأنّه يريد أن يكون رئيساً تاريخياً لا نستبعد شيئاً كبيراً يتعلق بفلسطين، قد يكون ما بين الدولة والسلطة، ما بين الدولة واللا دولة، وفي مطلق الأحوال سيكون الأمر جديداً في السياسة الأميركية.
إذا حدث ذلك، فهو يقدّم ورقة يريد أن يأخذ مقابلها أوراقاً له، وبالطبع لإسرائيل لا نتنياهو، وسوف ننتظر ونرى، وللحديث بقية!