الأخبار

محمد داودية يكتب : سلاح المقاومة (1)

محمد داودية يكتب : سلاح المقاومة (1)
أخبارنا :  

(هذه المقالات ليست تأريخًا، بل هي لأخذ العِبر والدروس، لمن يحرص على تفادي التعثر بنفس الحجر مرتين وثلاثًا !!).

امتلأت مدن الأردن وقراه ومخيماته بالسلاح في الفترة من 1968-1970.
في البداية، كان السلاح بأيدي أعضاء حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح، ثم "دبّت" أمم الأرض وأجهزته السرية على موجة العمل الفدائي وركبته وأنشأت تنظيماتها.
أنشأت العراق، وسورية، ومصر، وليبيا، وموسكو والصين وحركة القوميين العرب، والشيوعيون الأردنيون، وجماعة الإخوان المسلمين، وحزب التحرير، ميليشيات مسلحة، كثيرًا ما اشتبك أعضاؤها وتبادلوا إطلاق النار من الكلاشينات التي كانت "مثل الرز "!!
التحق بالثورة الفلسطينية، الشباب الأردني من مختلف المكونات:
الشرق أردني والفلسطيني والشركسي والشيشاني والمسيحي والتركماني والأرمني، ...
كما التحق بالثورة: ثوار يابانيون- كوزو أوكوموتو، وكويتيون- الشيخ فهد الأحمد الصباح، وفنزويليون- كارلوس، وسودانيون، وجزائريون، وعراقيون، وسوريون، ولبنانيون، ....
كانت معظم قيادات الصف الأول في منظمة فتح، كبرى منظمات منظمة التحرير الفلسطينية، من أبناء قطاع غزة: أبو عمار، أبو جهاد، أبو إياد، ومن فلسطينيي مصر، ولبنان، وسورية، والكويت.
لم يعش أولئك القادة دفء وحدة الضفتين.
ولم يكونوا على تماس مع أبناء شرق الأردن وقواته المسلحة وأجهزته الأمنية.
كان الأردن لغزًا بالنسبة لمعظم القيادات الفلسطينية والقيادات العربية والأجنبية التي "هلّت" من الخارج.
كان الأردن بالنسبة لهم ساحة، وكوبري ودولة رجعية إمبريالية، فارتفعت شعارات المراهقة السياسية:
عمان هانوي العرب.
كل السلطة للمقاومة.
كل السلطة للسوفياتات.
إسقاط النظام طريق تحرير فلسطين، ...
باختصار، أصبحت تلك الميليشيات والمنظمات، دولةً داخل الدولة، لا بل دولة فوق الدولة.
وأصبح في البلد 20 سلاحًا.
أنشأت حركة فتح إذاعةً وصحيفة، وأنشأ كل فصيل صحيفةً ومجلة وقواعد مسلحة في المدن !!
كان الصدام محتمًا، فالسلاح يغري، وله متطلباته، والمواقع التي تزين له احتلالها بحجة تأمين سلاح المقاومة وحماية مكتسبات الثورة، تماما كما حدث في لبنان عام 1975 بين الحكم والمنظمات.
وتماما كما يحدث في لبنان الآن بين الحكم وحزب الله.
قاعدة أمم الأرض الأزلية: المقاومةُ حق ثابتٌ، والفصائلُ محطاتٌ متغيرة !!

ــ الدستور

مواضيع قد تهمك