د. حازم قشوع يكتب : قبل إقلاع السمكة الكبيرة

د. حازم قشوع :
على رتم زيارة الرئيس ترامب للمنطقه (الرياض وأبوظبي والدوحة)، اخذت عواصم هذه الدول بإجراء مناورات دبلوماسية حيث ذهب الأمير تميم بن حمد بإتجاه موسكو لاجمال الموقف الروسي تجاه سوريا وفلسطين، بينما حمل الأمير خالد بن سلمان رسالة من رأس الدولة للمرشد العام خامنئي متناولا الحديث حول الملفات الرئيسيه كان اهمها امكانية عودة إيران لملء الفراغ فى الفضاء السوري، بعدما أدخال الوزير هاكان تركيا بمفاوضات مع إسرائيل، ونعود لدولة الإمارات للحديث حول إمكانية دخولها طرف فاعل فى الازمه الفلسطينيه المستعصية، وهذا ما جعل من كل الملفات المركزية مفتوحه لاسيما ما يتعلق منها فى ملف وقف الحرب على غزة التي تستضيفه القاهرة، وينتظر أن يتم اعتماد برنامجها التفصيلي الذي يتضمن المدة الزمنية وإعداد ونوعية تبادل الأسرى خلال مدة 45 يوم التى يمكن ان يعلن عنهما ضمن توقيتات زيارة الرئيس الأمريكي. ومع هذه التحركات العامة والدبلوماسية النشطة يبرز حديث حول تعميد ثلاث دول للطاقة النووية أو للقوة الاستراتيجية، وهى تل أبيب كما الرياض وطهران التي قد تضرب بعض منشآتها شكلا لكن لن تضرب بالجوهر بعدما صادق الدوما الروسي على الاتفاقية الاستراتيجية مع إيران حتى قبل أن يصادق مجلس الشورى الايراني عليه، وهذا ما يعني أن المنطقة لن تشهد الحروب بالمفهوم الضمنى لكنها قد تشهد ضربات لحفظ ماء الوجه الإسرائيلي على حد وصف متابعين. ولعل الرئيس دونالد ترامب الذى تستعد طائرته للإقلاع واخذت الملفات التي سيناقشها بالتحرك يعلم تماما أهمية إنجاح هذه الزيارة التي ستحدد مصير الدائره القطبيه التي يريد أن ينسجها مع الرئيس بوتين بمنأى عن الكتلة الأوروبية، وهذا مستهل يعتبره مراقبين محفوف بمخاطر جمة على كل الأصعدة الاستراتيجية التى راحت فيها الصين تعد عدتها باطلاق أقمار مدارية كما تستعد للاستحواذ على تايوان لبسط نفوذها في الشرق الأقصى، كما بدأت أوروبا بالتحرك الضمني لفض شراكتها مع أمريكا في حال لم تسفر الجهود البريطانية على بناء جسر رابط بين اوروبا وامريكا على الرغم من الزيارة الهامة التي قامت بها الزعيمه الإيطالية جورجا ملوني للبيت الأبيض، وهذا ما يجعل من برامج دونالد ترامب بالتحول السياسي قيد التنفيذ. وعلى صعيد الملف الفلسطيني فإن منظمة التحرير الفلسطينية تعكف على إجراء تعديلات هيكلية لإصلاح المنظمة، وهي تستعد عبر اجتماع المجلس الوطني الذي ينعقد الأسبوع القادم لبناء حاله تصالحيه تحمل قوام جديد قادر على استيعاب المتغيرات القادمة التي تصبوا لانتزاع اعتراف أممي بالدولة ضمن معادلة تقوم على امتناع الولايات المتحدة عن التصويت وعدم استخدام الفيتو، حتى يتسنى للقياده الفلسطينية بحلتها الجديده من تأطير كل الفصائل الفلسطينية في إطار جامع يسعفها فى بسط إطارها العام على الضفة كما القطاع، وهذا ما يعتبر تحدي ذاتي فلسطيني لكنه أصبح قيد التنفيذ. وعلى صعيد متصل فلقد نجحت الدبلوماسية الملكية لإعادة المساعدات الاميركية للاردن الأمنية والعسكرية مع تخفيضات قد تطال النواحي البرامجية، وهذا ما يعد انجاز نوعي على صعيد العلاقات البينية كما نجحت الدبلوماسية الأردنية باعتماد الأردن مركزا لإعمار سوريا كما هو مركز لتقديم البرامج الإغاثية لقطاع غزة كما للضفة الغربية، وهذا ما سيجعل للدبلوماسية الأردنية التى تقوم بدور طليعي في تعزيز مناخات الامن والاستقرار في المنطقة كما تقوم بدور ريادي من أجل دعم الجهود الدولية من أجل فلسطين دولة كاملة العضوية في مجلس الأمن بالتعاون مع فرنسا والسعودية ومصر بهذا المسار الهام، وهو ما يؤكد أن جلالة الملك أول زعيم عربي زار البيت الأبيض قدم أرضية عمل للامه وقضيتها المركزية، وهذا ما ساعد على تهيئة الأجواء لتحويل طائرة القرش إلى طائرة السمكة الكبيرة.