الأخبار

رمزي الغزوي : قناع ماسك

رمزي الغزوي : قناع ماسك
أخبارنا :  

في زمن يتسارع فيه كل شيء حد الانفجار، يظهر إيلون ماسك كرمز لعصر فقد اتزانه بين العبقرية والجشع. رجل لا يكتفي بصناعة التكنولوجيا، بل يعيد تشكيل مفاهيم السلطة، كما لو أن المستقبل صار شركة خاصة وهو المدير التنفيذي.
لم يعد ماسك مبتكرا فحسب. بل هو مشروع سياسي، ديني، اقتصادي، يتسلل إلى كل فراغ تركته الدولة أو فشل فيه المجتمع. صعد كرائد أعمال، لكنه لم يلبث أن صار متحدثا باسم كفاءة الحكومة. موقعه الرسمي في واشنطن أشبه بطرفة سوداء. رجل يروّج لتحجيم دور الدولة، بينما يعقد صفقات مع البنتاغون، ويستفيد من دعمها أكثر مما يفعل أي بيروقراطي تقليدي. تناقض؟ لا. بل استراتيجية.
الدعم الذي منحه لترامب لم يكن عاطفيا. كان دقيقا، وفي توقيت ذهبي. فاز الرئيس، وربح ماسك. هل كان يقرأ الواقع؟ أم يصنعه؟
لكن هذا الوجه العقلاني البارد بدأ يتقاطع مع إشارات دينية وروحية. فجأة يتحدث ماسك عن الإله، والخلق، والغيب. ليس كواعظ، بل كمن يجرّب لغة جديدة للتأثير. فما الذي تغير؟ هل أصبح مؤمنا؟ أم أنه فقط وسع نطاق جمهوره؟
ثمة تراجيديا هائلة في أن يتحول الحالم الذي وعدنا بالمريخ، إلى رجل أعمال تتآكل شعبيته، وتخسر شركاته، بينما تزداد قبضته على القرار السياسي. هل هذه بداية الانهيار؟ أم لحظة إعادة تشكل؟
إيلون ماسك لم يعد ظاهرة عابرة، بل سؤال مفتوح في وجه العصر. هل هو الحالم الذي سبق زمانه؟ أم القناع الذكي لعصر بلا ملامح؟ هل يقودنا نحو الخلاص؟ أم أنه ببساطة يقودنا ونحن نيام؟
ربما سيذكره التاريخ كعبقري غير مسار العالم، أو كمخادع أعاد رسمه. لكن المؤكد أن إيلون ماسك، سواء أحببناه أم حذرنا منه، لن يترك هذا القرن كما وجده. هو ليس قصة نجاح تقليدية... بل زلزال في قلب الحكاية. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك