الأخبار

ابراهيم عبد المجيد القيسي : المجتمع الأردني عصيّ على الشيطنة

ابراهيم عبد المجيد القيسي : المجتمع الأردني عصيّ على الشيطنة
أخبارنا :  

على امتداد تاريخه الحديث، وقعت كثير من الأحداث الداخلية في المملكة، وشهدت احتدادا في الرأي والرأي الآخر، ولا ننكر ان بعضها تمخض عن نتائج آنية مؤسفة، لكن سرعان ما لفظ المجتمع الاردني الخبث، وتمسك بالقيم الأصيلة، التي تشكل شخصيته وثقافته، ولا أريد أن أذكر حوادث وأزمات بعينها، فكل أزمة داخلية أو حدث جدلي، تجد حوله انقسامات، تتفاعل، لكن ما ينفع الأردنيين يمكث فيهما، ويجري لفظ الغثّ دوما.
الجديد هذه المرّة، أن المنطقة تمر بحدث مؤسف كبير، وتشهد تمددا عدوانيا صهيونيا نوعيا، يزداد خطره لانه يستثمر في النتائج على الارض، ويقفز لحرق مراحل كان أعدها مسبقا، لتدمير الإقليم وتغيير شكله، والسيطرة على مقدراته وموارده، وتحييد القوى الوطنية فيه، سواء أكانت دولا وجيوشا ومؤسسات، أم قوى اجتماعية وفكرية وإعلامية.
لم يكن في حسبان جيش الاحتلال الصهيوني، أن يحظى بمثل هذه النتائج، وأن يصبح يصول ويجول في المنطقة، ويفعل ما يشاء، متجاوزا كل القوانين والحدود، فهو تقريبا لا يجد مقاومة تذكر لمخططاته سوى في فلسطين المحتلة، غزة والضفة وغيرهما، بينما يضرب ويصول ويجول في سوريا ولبنان واليمن والعراق، والقوم نيام، فهو بهذا الحال يعيش افضل الظروف للتمدد وفرض السيطرة على كل ما تطول يده.
الجبهة الوحيدة الصامدة، التي تقاوم العدوات فعلا، وتمنعه من التمدد او العربدة تجاهها، وتجاه دورها في دعم القضية الفلسطينية، هي الأردن، وأسباب صمودها كثيرة، فالقيادة الهاشمية تدرك حجم الخطر الصهيوني، وتلتزم تماما بتاريخها في دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ولا أحد يقول إنها تملك كل الخيارات لتقديم أو القيام بدور أكبر مما تفعل، وعقيدة الدولة الأردنية، بسلطاتها الثلاث، صافية، تلتزم بفلسطين وحق شعبها بالحياة على ترابه الوطني، ولا أحد يمكنه إنكار هذا، والسبب او العنصر المهم الآخر، هو المجتمع الأردني نفسه، بكل تلاوينه ومكوناته، يعتبر فلسطين قضيته الاولى، ولن تفلح معه محاولات الصهاينة لثنيه عن هذه القناعة ودفعه لتغييرها، ويدرك تماما حجم الخطر الصهيوني على الأردن، وهو خطر لا يخفى اليوم ولا يمكن تجاهله، وتعمل الصهيونية ليل نهار على تحييد الأردن قيادة وشعبا ودولة ومؤسسات عن دعم فلسطين، وإضعاف هذا الارتباط الأردني بفلسطين التاريخية والمحتلة، ويلجأ اليوم للدعاية وإثارة وإنتاج المواقف الجدلية، التي يمكنه من خلالها زرع ما يحتاج من فتنة بين مكونات الشعب والمجتمع الأردني، مستغلا أخطاء بعضنا، وليس اقلها الجهل وغياب الخطاب الذكي، الذي تعتمده الحكومات والمؤسسات وجلالة الملك في حماية الاردن، بينما يغيب تماما عن الناس، وقلما يتداولونه.
نحن لا نشيطن أو نخوّن أردنيا، لكننا نقر بأن بعضنا يجهل كيفية التعامل مع هذه التحديات، ويكون الأمر خطيرا حين تتواجد قوى سياسية او اجتماعية او ربما اقتصادية، تجهل طريقة التعامل المطلوبة للحد من محاولات العبث الصهيونية الخارجية..
والمطلوب ان تبادر بعض هذه القوى لتقديم خطاب اكثر واقعية وموضوعية، وان لا تكون من حيث لا تعلم، نافذة لتمرير مخططات صهيونية تهدف لتقويض الدولة الاردنية وإضعافها لثنيها عن القيام بدورها الذي تتفرد به وتصمد عليه أكثر من غيرها، لأنها تؤمن بأنه دور وجودي أكثر من كونه مبدأ وعقيدة أردنية راسخة. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك