اسماء سليمان الطويسي : جهاز المخابرات الأردنية كفاءة استباقية تعزز الاستقرار الوطني

في وقت تشهد فيه المنطقة اضطرابات متصاعدة وتحديات أمنية غير مسبوقة، أثبتت المخابرات العامة الأردنية مجددًا كفاءتها واحترافيتها العالية، بعد أن تمكنت من إحباط محاولات خطيرة كانت تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار المملكة. وقد نفذ الجهاز عمليات نوعية اتسمت بالدقة والسرية، أفضت إلى كشف المخططات وإلقاء القبض على المتورطين، ما شكل ضربة استباقية حالت دون تنفيذ أي نشاط يهدد الأمن الوطني.
هذا الإنجاز يؤكد الدور المحوري الذي يلعبه جهاز المخابرات العامة كخط الدفاع الأول عن الدولة الأردنية، ويعكس قدرة استثنائية على التعامل مع التحديات الأمنية المتغيرة، ليس فقط من خلال الرد، بل من خلال التحرك الاستباقي الذي يعتمد على جمع المعلومات وتحليلها بدقة، وتوظيفها في الوقت المناسب لشلّ أي تحرك معادٍ.
وتبرز أهمية هذه الجهود في ظل بيئة إقليمية مضطربة، ما يجعل من استقرار الأردن حالة خاصة في منطقة تتعرض لصراعات ونزاعات متواصلة. لقد استطاع الجهاز، ومن خلفه منظومة أمنية وطنية متماسكة، أن يصون أمن البلاد ويُفشل مرارًا محاولات المساس بالسلم المجتمعي، مما يعزز الثقة الشعبية بالأجهزة الأمنية ويكرّس صورة الأردن كواحة أمان واستقرار.
من جهة أخرى، تعكس العمليات الأخيرة مدى تطور الأداء الاستخباري الأردني في مواكبة التحديات الجديدة، سواء في مجال مكافحة الإرهاب، أو التهديدات السيبرانية، أو محاولات بث الفتنة عبر الفضاء الإعلامي والمنصات الرقمية. كما تؤكد على توازن الدولة في إدارة الأمن دون المساس بالحريات العامة، ما يُشكل نموذجًا يحتذى به في المنطقة.
إن هذا الإحباط الأمني يبعث برسالة واضحة لا لبس فيها: أن المملكة الأردنية الهاشمية بقيادتها الحكيمة، وجهاز مخابراتها المحترف، لن تتسامح مع أي جهة تحاول النيل من استقرارها، وأن العيون الساهرة على أمن الوطن لن تتوانى في ردع كل من يخطط أو يعبث أو يحرّض.
وبينما يحتفل الأردن هذا العام بمرور أكثر من مئة عام على تأسيس الدولة، يواصل أبناؤه في الأجهزة الأمنية تعزيز إرثٍ من التضحية والانتماء، ليظل الوطن شامخًا، آمنًا، محصنًا في وجه الرياح العاتية، وماضٍ بثقة نحو مستقبل مزدهر وآمن لكل الأردنيين.