الأخبار

كمال زكارنة يكتب : ترمب يطالب بترحيل الفلسطينيين من سوريا!

كمال زكارنة  يكتب : ترمب يطالب بترحيل الفلسطينيين من سوريا!
أخبارنا :  

كمال زكارنة :
طالب الرئيس الامريكي دونالد ترمب من الرئيس السوري احمد الشرع ،بترحيل الفصائل الفلسطينية من سوريا ،لحفظ امن اسرائيل كمال قال،كأحد شروط رفع العقوبات عن سوريا واستقرارها.
لم يكتف الرئيس الامريكي بمشروعه التهجيري للشعب الفلسطيني من قطاع غزة الى دول عربية واجنبية ،بل زاد طموحه ،واتسعت رقعة مشروعه لتجهير الشعب الفلسطيني من وطنه الام فلسطين،ومن الوطن العربي ايضا ،لتوفير الظروف الملائمة والآمنة للامن الاسرائيلي،وربما يرتفع طموح ترمب لتهجير الامة العربية من الوطن العربي لحفظ امن اسرائيل.
خيال عدواني واسع لدى ترمب،ضد الشعب الفلسطيني ،وكل من يتنفس ضد الاحتلال الاسرائيلي ،او يتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يباد باسلحة وقرارات امريكية.
فرض هذا الشرط على سوريا ،لرفع العقوبات عنها وعودة الاستقرار الى هذا البلد العربي الذي مزقته الحرب الاهلية ،وهو في اضغف حالاته اليوم،يشير الى ان النوايا الاستعمارية الصهيوامريكية ،في المنطقة العربية والشرق الاوسط،تأخذ ابعادا تهجيرية،اضافة الى الابعاد الجيوسياسية والاقتصادية والامنية ،لان الاستجابة السورية ان حصلت، لهذا المطلب الامريكي، فان الدولة الثانية التي سيطلب ترمب منها نفس الطلب هي لبنان،ويبلغ عدد الفلسطينيين في سوريا نحو سبعمائة الف،وفي لبنان نحو نصف مليون فلسطيني،وقد يصل مشروع ترمب التهجيري للشعب الفلسطيني الى العراق ودول اخرى.
الشعب الفلسطيني وشعوب عربية اخرى بنظر ترمب، يشكلون خطرا على امن اسرائيل،وسلاح المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق يشكل خطرا اكبر،وهناك خطر استراتيجي يشكله السلاح الايراني والمصري ايضا على الامن الاسرائيلي،كما يرى الرئيس الامريكي.
بقي ان يطالب ترمب، بأن تكون الشعوب العربية والشرق اوسطية عراة تماما ،يقلمون اطافرهم مرتين يوميا ،حتى لا يهددوا امن اسرائيل باستخدامها ،وتقليع اسنانهم ومنعهم من استعمال اي وسيلة قد تخدش الامن الاسرائيلي ،وقد تصل الامور الى طلب تكبيل اياديهم وارجلهم ،من اجل حفظ امن اسرائيل.
استقواء ترمب على العرب، وتعامله معهم بهذا الاسلوب الهمجي والفوقي والبلطجي، زاد كثيرا عن حده ،وتجاوز كل الخطوط والحدود والالوان.
الذي يثير الاسمئزاز من هذا الرجل، انه يوجه ضغوطه وتهديده وسخطه في اتجاه واحد،ويسعى الى تجريد دول المنطقة وشعوبها من كل مصادر القوة ،العسكرية والاقتصادية ،وتفكيك قوى المقاومة،فيما تنهال احدث الاسلحة والذخائر الامريكية، بكل انواعها واصنافها، واكثرها تدميرا وفتكا وقتلا،على اسرائيل دون توقف .
الدول العربية اليوم، مجبرة على اعادة النظر بتحالفاتها مع الولايات المتحدة الامريكية ،ودراسة هذه التحالفات من جديد،لان امريكا ليست حليفا ولا صديقا للعرب.
خيرا فعلت مصر،وهي تقوم بتنويع مصادرها التسليحية ،وعدم الاعتماد على الولايات المتحدة حصريا،وقد جسدت هذا التنويع باجراء مناورات تدريبية جوية مع الصين في الفضاء المصري،والتفاوض مع الصين ايضا لشراء طائرات شبحية صينية حديثة جدا.
وفي الايام القادمة سوف تجري مصر مناورات بحرية مع روسيا ،وتعتمد مصر في تسليح جبشها على جميع الدول الاوروبية وامريكا والصين وروسيا ودول اخرى في العالم.
المفروض ان تتبع الدول العربية الاخرى، سياسة مصر في تنويع مصادرها التسليحية ،وعدم الاعتماد على مصدر واحد.
السياسة الامريكية المعادية جدا للشعب الفلسطيني والامة العربية في عهد ترامب،يجب مواجهتها بحزم ورفض الاذعان لمطالب ترمب وشروطه، التي تتغول على الحقوق والكرامة والسيادة العربية.

مواضيع قد تهمك