الأخبار

كمال زكارنة يكتب : الضفة المغيبة عن الاعلام!

كمال زكارنة  يكتب : الضفة المغيبة عن الاعلام!
أخبارنا :  

كمال زكارنة.
يرتكب الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة،مجازر مروعة بحق المدنيين الفلسطينيين ،ويقوم باعمال اجرامية تفوق الوصف والخيال ،سواء على صعيد اعمال القتل والاغتيالات ، والاعتقالات المستمرة وهدم المنازل بالجملة،وترحيل المواطنين من بيوتهم ،وتفريغ احياء سكنية بأكملها في مدينة جنين ومخيمها وقراها ،فبعد تهجير سكان مخيم جنين ،اجبر جيش الاحتلال المعزز بالدبابات والطائرات المسيرة والجرافات العملاقة ،سكان ثلاثة احياء في جنين على اخلاء منازلهم ،الجابريات والغبس والبشر ،وغيرها ..اضافة الى اعمال القتل والاغتيالات التي تطال النساء والرجال على الحواجز العسكرية ،المنتشرة في كل مكان والتي فاق عددها تسعمائة حاجزا ،كلها حواجز للقتل والموت.
امام هذه المشاهد الاجرامية ،التي تصاعدت اخيرا، لتشمل اعتقال زوجات الاسرى المحررين والمعتقلين ومنع الاخريات من السفر للقاء اوزاجهن من الاسرى المبعدين،واقتحام المسجد الاقصى المبارك والاعتداء بوحشية على المصلين فيه،وتخريب محتوياته ومصادرتها، خلال الشهر الفضيل الذي ما نزال في نصفه الاول،واصناف اخرى من الوحشية والعدوان والعذاب والتعذيب والاعتداءات اليومية المتكررة ،التي يتعرض لها ابناء الشعب الفلسطيني في محافظات الضفة الغربية المحتلة.
الغريب ان هناك غياب شبه كامل للاعلام ،الذي يتوجب عليه نقل الحقائق كما هي ،بالخبر والصورة ،وفضح ممارسات الاحتلال وجرائمه في مدن ومخيمات وقرى الضفة الغربية.
لقد كان للمحامية والاكاديمية الايطالية فرانشيسكا البانيز،المقررة الخاصة للامم المتحدة بشأن الاراضي الفلسطينية المحتلة ،صوتا عاليا تفوق على جميع وسائل الاعلام،عندما قالت ان اسرائيل تقوم باعمال عنف في الضفة الغربية ،اقسى من ما قامت به في قطاع غزة ،وانها اي اسرائيل،تطبق ما فعلته من اجرام وجرائم حرب في قطاع غزة بالضفة الغربية ،هذا التصريح يلخص الاجرام الاسرائيلي الوحشي في فلسطين المحتلة عموما .
جنين التي اعرفها شبرا شبرا ،تستعصي على الاحتلال، كما كانت دائما ،فقد كان الظهور الاول للكلاشنكوف في شوارعها خلال الانتفاضة الاولى ،ومنها انطلقت مجموعات الفهد الاسود ،وتبعتها التشكيلات الاخرى .
اليوم تتعرض جنين وطولكرم ونابلس وقلقيلية وطوباس والخليل والقدس ورام الله وبيت لحم واريحا وجميع المحافظات الفلسطينية ،بمدنها وقراها ومخيماتها ،لابشع حملات التطهير العرقي وجرائم الحرب الاسرائيلية ،قتل واعتقال وهدم المنازل بالعشرات، وتهجير السكان قسريا وتدمير البنى التحيتية ،بمعنى تدمير كل اسباب ومقومات الحياة،انها حرب وجود اقتلاعية احلالية بكل معنى الكلمة،كل هذا يحدث والضفة الغربية غائبة عن شاشات الفضائيات ،وان حضرت فانه حضور خجول لا يرقى الى مستوى الحدث،ودون اي تدخل عربي او اقليمي او دولي.
نخشى ان نصل الى مرحلة ننعى فيها الضفة المنسية وليس المغيبة فحسب،فاذا كانت مئة مليون دولار مساهمة من الشمطاء الصهيونية ادرسون لدعم حملة ترمب الانتخابية،تلزمه بالموافقة على ضم الضفة الغربية لاسرائيل،فلماذا لا تجعله تريليونات العرب يعارض ضمها للكيان المحتل.
الشعب الفلسطيني وهو يواجه بصدوره العارية آلة القتل والبطش الاسرائيلية ،بحاجة اليوم الى الحماية العربية والدولية ،بأسرع وقت ممكن ،ما يحدث في الضفة الغربية جرائم حرب حقيقية ،وصلت الى حد من البشاعة والفظاعة لا يمكن وصفه وتحمله.
ان رفض ومنع تهجير الفلسطينيين يعتبر موقفا مشرفا ومقدرا،لكن يجب ايضا حمايتهم من الاجرام الاسرائيلي، وايقاف الاعتداءات الاسرائيلية عليهم وعلى ممتلكاتهم، ووقف اعمال الهدم المكثفة والمستمرة التي تستهدف بيوتهم ومنشآتهم ومصادر رزقهم.

مواضيع قد تهمك