علاء القرالة : خطر بين أيديكم.. احذروه

بصراحة انا لست ممن لديهم خبرة كبيرة بالتكنولوجيا وتشعباتها وبالكاد استخدم الهاتف بالامور الرئيسية فقط غير انني اصبحت اقف مذهولا أمام تسارع التقدم في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وافكر ماذا لو ان هذه التقنيات جندت لغير غايتها الايجابية ومن قبل ضعاف النفوس؟.
لماذا علينا الحذر والتوعية؟.
أمس اطلعني احد الاصدقاء على فيديو لصديق لنا يعيش حاليا بـ«الغربة»، ليريني كيف تعرض هذا الصديق لحادث مؤخرا، حيث تم دهسه من قبل احدى الشاحنات المارة من امام متجره في المنطقة التي يعيش فيها، ليتم بعدها نقله للمستشفى.. وللوهلة الاولى تفاجأت بصعوبة الحادث وحزنت قبل ان يبلغوني بان الفيديو مفبرك من قبل الصديق نفسه، غير ان الغريب في الأمر، ان لا احد يمكنه التصديق بان الفيديو «مفبرك».
قبل فترة ايضا كنت قد كتبت في هذه الزاوية مقالا بعنوان «الذكاء الاصطناعي يداهم قرية باسبانيا»، وكانت قصة هذا المقال تدور حول شاب قام بتركيب وجوه بنات القرية على فيديوهات غير اخلاقية اثارت التوتر بالقرية ما دعاهم ليشكوا هذا الشاب لعمدة القرية بعد قيام اولياء الامور بتوبيخ الفتيات وتصديق تلك الفيديوهات قبل ان يتبينوا فبركتها عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي من طرف هذا الشاب.
ليس هذا فحسب، تخيل انك تستطيع وبكل بساطة ان تجعلني بعضلات.. صاحب عيون زرقاء وشعر طويل ذا قامة طويلة، في حركة واحدة على الهاتف، وتخيل انك تستطيع ان تدبلج أصوات الاشخاص دون اختلاف على حركة وجهوهم وشفاههم، ويصعب تميزها الا بالتركيز الشديد، وكذلك تخيل انه وبنقرة «لينك» تُسحب كل ارصدتك ويسيطَر على حساباتك البنكية بثوان.
اليوم نحن في المملكة معرضون بشدة للوقوع بشرور هذه التقنيات، فأعداد مستخدمي الانترنت والاتصال تزداد يوما بعد يوم، إذ تتجاوز حاليا 10.5 مليون مستخدم، اي ما يقارب 95% من عدد السكان، ما يجعلنا نحذر الجميع من خطورة استخدام تلك التقنيات بغير معرفة، والاهم ان نكون حذرين في التعاطي معها وخاصة الاطفال وكبار السن.
خلاصة القول، كثيرة هي الايجابيات التي يمكن ان يستفاد منها من تقنيات «الذكاء الاصطناعي» الا ان القلق من استخدامها استخداما سلبيا سينعكس على السلم المجتمعي، فلا نعود نميز ما بين الغث والسمين ولابين الصادق والكاذب ولا بين الواقع من والخيال، لذا علينا ان نبدأ سريعا بتحصين انفسنا وبيوتنا واطفالنا وشيوخنا والتعامل مع هواتفنا بحذر شديد، فهي لم تعد للاتصال والتواصل فقط، بل تدخل في معظم نشاطاتنا اليومية، لذلك اصبحت تشكل خطرا كبيرا على المجتمع. ــ الراي