الأخبار

عماد داود يكتب : "جمعية فلسطين الدولية " ليست مجرد جمعية!

عماد داود يكتب : جمعية فلسطين الدولية  ليست مجرد جمعية!
أخبارنا :  

عماد داود :
في بحر من التحديات الجسيمة التي تعصف بالقضية الفلسطينية، تبرز "جمعية فلسطين الدولية" كمنارة أمل، وشعلة متقدة في الظلام، تحمل بين طياتها كل معاني النبل والعطاء. هي أكثر من مجرد مؤسسة خيرية؛ إنها روحٌ تسكن قلوبنا، وضميرٌ يتحدث باسم فلسطين في كل لحظة؛ لتعلن أن العطاء لن يتوقف، وأن القضية الفلسطينية ستظل حية مهما تكالبت عليها المحن.
تأسست هذه "الجمعية" العريقة قبل (24) سنة بمبادرة من د. أسعد عبد الرحمن وثلة من أصدقائه المعطائين؛ لتكون درعاً حامياً للحقوق الفلسطينية، ولساناً يصرخ في وجه الظلم الذي يلاحق الشعب الفلسطيني منذ عقود. لم تكن "جمعية فلسطين الدولية" يوماً مجرد جهة تقدم المساعدة؛ بل كانت نبضاً يضخ الحياة في جسدٍ عانى ولا يزال يعاني من ويلات الاحتلال. وعندما نظمت "الجمعية" حفلها الخيري السنوي "ليلة لفلسطين – 19" تحت رعاية دولة د. عبد الرؤوف الروابدة في فندق الريتز كارلتون بعمان قبل أيام قليلة؛ لم يكن الحدث مجرد تجمع؛ بل كان احتفالاً بالنضال، وتأكيداً على أن فلسطين، رغم كل الآلام، ستظل قوية بمسيرتها، حية في وجداننا.
في تلك الليلة، اجتمع أصحاب القلوب الصادقة في فندق الريتز (الراعي الماسي للحفل)، حيث كانت العيون تتلألأ بالأمل، والقلوب تهتف لفلسطين. حضر الحفل نخبة من القادة السياسيين، والمثقفين، ورجال الأعمال، في مشهد أضاءه حب فلسطين، وهو دعمٌ يترجم الإيمان الراسخ بأن الشعب الفلسطيني لم ولن يظل وحيداً في معركته. فمن تقديم المساعدات الغذائية والطبية العاجلة للجرحى في الأرض المحتلة، إلى منح التعليم لطلاب الطب الفلسطينيين، مروراً بتشجيع الإبداع الفلسطيني الذي يعكس قوة الهوية والمقاومة..إلخ..؛ كانت المبادرات حاضرة لتعكس أسمى معاني التضامن.
وفي كلمته المؤثرة، عبّر الدكتور أسعد عبد الرحمن، الرئيس التنفيذي للجمعية، عن هذا الصمود الفولاذي قائلاً: "... ليس الدعم المادي وحده الذي نقدمه؛ بل هو الرد القوي والمستمر على محاولات محو فلسطين من الذاكرة. صمود هذا الشعب هو أقوى من كل محاولات التزوير، ونحن في هذه "الجمعية" نؤمن بأن هذا الصمود هو من سيعزز تمسك الفلسطينيين بحقوقهم مهما كانت الظروف."
وفي هذا السياق، ووفقا لمعلوماتي والسمعة المنتشرة، لطالما كانت "جمعية فلسطين الدولية" رمزاً للنزاهة والشفافية؛ حيث يحرص مجلس أمنائها، الذي يضم نخبة من الشخصيات الوطنية والقومية، على أن يكون الدعم الموجه إلى الشعب الفلسطيني، سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية أو الشتات؛ عادلًا وواضحًا، ويصل إلى مستحقيه بكل نزاهة واحتراف وتحت الكاميرات وعلى رؤوس الأشهاد.
ومع كل هذه الإنجازات، لم يكن "ليلة لفلسطين" مجرد حفل خيري، بل كانت مناسبة للإحتفاء بكوكبة من أصحاب الإبداع الفني، والإنجاز المجتمعي المتميز: (ضيف الشرف الشاعر تميم البرغوثي، و"رجل الإنجاز للعام 2025" د. محمد الذنيبات، والمناضل راعي الأسرى الفلسطينيين قدورة فارس، وصاحبة الصوت الدافئ لين الفقيه، والفنان اللبناني العربي الكبير أحمد قعبور)، مثلما كانت تعبيراً عاطفياً، ورسالة موجهة منا جميعاً لفلسطين مؤداها: أننا معها، دائماً، في السراء والضراء. لقد كانت تلك الليلة أكثر من مجرد مناسبة لجمع تبرعات؛ بل كانت فرصة لإظهار التضامن المطلق مع الفلسطينيين الذين يواجهون اقصى واقسى انواع الصعاب والمحن واعمال الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وكان هناك، في وسط الحفل، تلاحمٌ حي بين الحضور؛ الذين تنافسوا على شراء أعمال فنية، ومقتنيات تراثية؛ ليرسموا بذلك لوحة من الوفاء لفلسطين، ويمدوا يدهم في دعمها بكل حب وإيمان.
وإن كان لا بد من الحديث عن أية ملاحظات، ومع وجوب عدم حجب البصمة التي تتركها "جمعية فلسطين الدولية" في الحياة الفلسطينية بشكل دائم؛ إلا أن بعض التفاصيل التنظيمية كانت بحاجة -حسب رأيي الشخصي- لمزيد من التحسينات البسيطة، والمزيد من العناية من قبل القائمين على الحفل، مثل: جودة الصوت، أو إدارة الوقت بشكل أكثر سلاسة، لكن. وبالمحصلة، تبقى ما حققته وتحققه المؤسسة، وما زرعته وتزرعه في القلوب من أمل، أكبر من كل شيء، وتظل هذه "المؤسسة" شعاع النور الذي يذكّر العالم أجمع أن فلسطين ليست مجرد تاريخ، بل هي حاضر حي ومستقبل مشرق، وان شعب فلسطين حي!


مواضيع قد تهمك