م. فواز الحموري : حديث الهاشميين

شجعني حديث جلالة سيدنا الملك عبدالله الثاني لدى لقائه مجموعة من رفاق السلاح المتقاعدين بالديوان الملكي الهاشمي، بمناسبة يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، للعودة لكافة أحاديث جلالته في المناسبات والخروج بالعديد من مضامينها الملكية الهاشمية والتي تعكس خصوصية لدى الهاشميين للخطاب المتزن مهما كانت الظروف والمناسبات، بل يرقى الحديث للموضوعية والصراحة والدقة والذكاء والحنكة، ولهذا لا بد من دعوة الباحثين لدراسة حديث الهاشميين وما يتصف به من قو?سم مشتركة منذ عهد الملك المؤسس عبد الله الأول وحتى عهد جلالة الملك عبدالله الثاني كمرجع مهم للخطاب الأردني الواثق.
وعودة لحديث جلالة سيدنا، نقرأ الكثير من الرسائل الهاشمية خلال اللقاء والتي هي عبارة عن محطات يمكن التوقف عندها بمزيد من الاهتمام والتركيز على مفاصل تعني الكثير للمحلل السياسي ومنها التاكيد على:
أولاً: موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية، الرافض للتهجير والتوطين والوطن البديل.
ثانيا: استنكار موقف المشككين من المواقف الأردنية الثابتة.
ثالثاً: تفاؤل جلالة سيدنا على الرغم من كل التحديات.
رابعاً: اعتزاز هاشمي بالشعب الوفي ونشامى القوات المسلحة الأردنية–الجيش العربي المصطفوي والأجهزة الأمنية ورفاق السلاح المتقاعدين العسكريين.
خامساً: جاهزية المتقاعدين العسكريين لارتداء الزي العسكري (الفوتيك)، والوقوف على يمين جلالته ويساره في مواجهة كل التحديات.
سادساً: الحفاظ على مصلحة الأردن واستقراره وحماية الأردن والأردنيين فوق كل الاعتبارات.
سابعاً: أهمية العمل على إعادة إعمار غزة دون تهجير الأشقاء الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
ثامناً: أهمية العمل على خفض التصعيد في الضفة الغربية، وأن تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
تاسعاً: الفخر برفاق السلاح من مرتبات القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وبتضحياتهم في سبيل حماية الوطن والحفاظ على مقدراته.
عاشراً: أهمية دور المتقاعدين العسكريين وخبراتهم في تعزيز إنجازات الأردن ومؤسساته.
حادي عشر: الشكر الهاشمي للأردنيين والأردنيات على حفاوة الاستقبال الشعبي لجلالته وولي العهد عند عودتهما من زيارة الولايات المتحدة.
ثاني عشر: دماثة الهاشميين وعباراتهم؛ فضح جلالته من يتلقون الأوامر من الخارج للتآمر على الأردن وأكتفى بعبارة: «عيب عليهم»، وتلك صفة ترافق الهاشميين خلقا وطبعا ورقيا على الدوام.
ثالث عشر: الثقة بالأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة للتصدي بقوة وصلابة وحزم لما يدبر للأردن دون خوف وتردد..
القارئ والمتتبع لأحاديث الهاشميين وعلى مدى مراحل عمر الدولة الأردنية يلحظ المستوى السامي للتعامل مع الأحداث والأشخاص والمواقف بقدرة عالية واتزان ومحبة وعلاقة طيبة وتصرف يليق بآل هاشم وأخلاقهم العربية الأصيلة.
كلام من ذهب هو حديث الهاشميين؛ واضح ويحمل في طياته الكثير من المعاني، وصريح يحمل في مضمونه العديد من التوجيهات السامية والأوامر، ودقيق وواثق وإيجابي.
حفظ الله جلالة سيدنا بعين رعايته وأسبغ عليه موفور الصحة والعافية ومحبة شعبه الوفي وأسرته الأردنية الواحدة. ــ الراي
fawazyan@hotmail.co.uk