قصي حمدان الجمال : الجيش العربي الأردني: درع الوطن وسيفه الذي لا يُثلم

يُعتبر الجيش العربي الأردني المصطفوي أحد أبرز المؤسسات الوطنية في المملكة الأردنية الهاشمية، حيث يحمل إرثًا عريقًا من البطولات والتضحيات. فمنذ تأسيسه، كان الجيش الأردني في طليعة المدافعين عن القضايا الوطنية والعربية، مُترجمًا شعاره الخالد: "الجيش العربي" إلى واقع ملموس من البسالة والالتزام.
فتأسس الجيش العربي رسميًا في عام 1921، مع بداية عهد الإمارة الأردنية، وكان يتألف آنذاك من قوات صغيرة بقيادة الضباط العرب الذين خدموا في الجيش العثماني. ومع مرور الزمن، شهد الجيش تطورًا كبيرًا في هيكليته وتسليحه، خاصة بعد تعريبه عام 1956، حين أنهى الملك الراحل الحسين بن طلال قيادة الضباط البريطانيين عليه، ليصبح جيشًا مستقلًا يعبر عن السيادة الوطنية.
ومنذ ذلك الحين، خاض الجيش العربي العديد من المعارك المشرفة، أبرزها حرب 1948 حيث دافع ببسالة عن القدس، ومعركة الكرامة عام 1968 التي شكلت نقطة تحول في الصراع العربي الإسرائيلي، حين نجح الجيش الأردني في تحقيق أول انتصار عربي على الجيش الإسرائيلي.
وبالرغم أن الأردن ليس من الدول الكبرى عسكريًا، إلا أن جيشه يتميز بالكفاءة العالية، والقدرة على التكيف مع التحديات الأمنية المختلفة. يعتمد الجيش على تدريب مكثف وشراكات استراتيجية مع دول مثل الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، ما يساهم في تطوير مهاراته وتقنياته العسكرية.
يتكون الجيش العربي من عدة أفرع، تشمل:
• القوات البرية: تمتلك معدات حديثة، بما في ذلك دبابات متطورة مثل الأبرامز الأميركية، ومدرعات قتالية فعالة.
• سلاح الجو الملكي: يضم طائرات مقاتلة متطورة، مثل F-16، إلى جانب طائرات استطلاع ومروحيات هجومية.
• القوات الخاصة: تُعتبر من أفضل الوحدات القتالية في المنطقة، وتتميز بقدراتها في مكافحة الإرهاب والعمليات الخاصة.
• الأمن السيبراني والاستخبارات: يولي الجيش اهتمامًا متزايدًا للحرب الإلكترونية والتكنولوجيا الحديثة في مجالات الدفاع.
ولا يقتصر دور الجيش الأردني على حماية الحدود، بل يمتد ليشمل المهام الإنسانية، وحفظ السلام، ومكافحة الإرهاب.
• حماية الأمن الداخلي: يسهم الجيش في دعم الأجهزة الأمنية للحفاظ على الاستقرار ومواجهة التهديدات الأمنية.
• حفظ السلام: يشارك في العديد من بعثات الأمم المتحدة في مناطق النزاع، مما يعزز سمعة الأردن دوليًا.
• العمل الإنساني: لعب الجيش دورًا محوريًا في تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين، خاصة خلال الأزمة السورية.
فيحظى الجيش العربي باحترام ومحبة الشعب الأردني، فهو رمز للوطنية والالتزام. كما أن القيادة الهاشمية، تولي اهتمامًا خاصًا بتطويره، حيث يشرف الملك بنفسه على التدريبات والعمليات، ما يعكس مكانة الجيش كركيزة أساسية في حفظ استقرار الأردن والمنطقة.
فيبقى الجيش العربي الأردني حصنًا منيعًا يحمي الوطن، بسواعد رجاله الذين يحملون شرف الخدمة العسكرية بكل إخلاص. فبفضل كفاءته، وتاريخه المشرف، واستعداده المستمر للتحديات، يظل الجيش الأردني سيفًا للأمة ودرعًا للأردن، يجسد معاني التضحية والولاء للوطن. ــ الراي
QOSAI90J@GMAIL.COM