الأخبار

خلدون ذيب النعيي : تفاقم الأزمة النفسية لجنودها.. معضلة إسرائيل ما بعد الحرب

خلدون ذيب النعيي : تفاقم الأزمة النفسية لجنودها.. معضلة إسرائيل ما بعد الحرب
أخبارنا :  

هي معضلة إسرائيل منذ قيامها والتي لا يمكن مواجهتها بصفقات الأسلحة الضخمة المتتالية القدوم من مصانع السلاح الغربي وستتضح النتيجة بعد صمت المدافع، هذا ملخص ما توصل اليه التقرير الذي نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية مؤخراً حول الحالة النفسية المتأزمة لجنود الأحتلال الاسرائيلي بعد حرب غزة، فتشير الصحيفة هنا أن 170 ألف جندي احتياط سجلوا في برنامج الاستفادة من خدمات العلاج النفسي الذي تم أطلاقه خلال العدوان على غزة، وكانت الصحيفة نفسها اشارت في تقرير سابق لها في شهر تشرين الثاني الماضي ان 15./. الجنود النظاميين الذين عادوا خلال الحرب في غزة لا يمكنهم العودة بسبب الصدمة النفسية جراء الحرب، ويأتي هذا كله في الوقت الذي تسلط فيه المنصات البحثية والإعلام الاسرائيلي الضوء على حالات الانتحار المتكررة لدى الجنود وسبل مواجهة الاثار النفسية لدى الجنود.

ويتقاطع تقرير يديعوت احرنوت مع استنتاج تقرير موقع «والا» الذي ينوه ان أزمة أهالي الجنود المُعالجين نفسياً لا تقل عن أزمة أبنائهم الذين يصحون من علاجهم النفسي وهم يرددون عن شراسة العدو «المقاومة الفلسطينية بالنسبة للموقع « التي سببت لهم اضطرابات نفسية مزمنة، فالأمر تعدى معضلة أقناع الجنود بالعودة الى الجبهة كما ترى منصات الطب النفسي الإسرائيلي إلى معالجة اضطرابات قلة النوم والصراخ الهستيري والتبول اللاإرادي وصولاً الى وقف حالات استلال السلاح الشخصي واطلاق النار على الموجودين كما جرى مع احد الجنود الخاضعين للعلاج في احد المنتجعات العلاجية في مدينة عسقلان وذلك بعد أن ظنهم «أشباح المقاومة» كما يقول، ولم يفلح قرار الجيش بعدم فتح تحقيق في الحادثة في منع تسربها لوسائل الاعلام المختلفة.

«زلزال الانهيار النفسي الغير مسبوق لجنودها هي الثمن الباهظ الذي دفعته إسرائيل خلال حربها مع غزة» هو أبلغ وصف للحالة كما ترى كثير من المنصات السياسية والاستراتيجية والاعلامية الاسرائيلية معه كحصاد لحرب غزة 2023م، فهذا الأنهيار النفسي للجنود والذي عزز سقوط نظرية الردع الاسرائيلي بعد السابع من تشرين الاول فضلاً عن المشاهد التي رافقت عمليات اطلاق سراح الاسرى في غزة والتي ابرزت معنوية رجال المقاومة وتنظيم عملهم رغم مرور 15 شهراً من العدوان الشرس، فكل ذلك لم يكن وارداً في أصعب كوابيس ساسة إسرائيل فضلاً عن وجوده في أجمل أحلام أعدائها كما ترى هذه المنصات.

الأزمة النفسية هي بلا شك بمثابة «لعنة» أطفال ونساء غزة الذين استهدفتهم آلة العدوان الإسرائيلي فكان قتلهم هو «الإنجاز» الوحيد الذي يمكن لمتطرفيها الحديث عنه في ظل فشلهم في تحقيق اهداف الحرب المعلنة، وهذه الأزمة النفسية هي الخسارة المزمنة التي ستلازم جنود جيش وصف بعدوانه الدائم على المدنيين، وهي خسارة لا يمكن حصرها بالأرقام والحجم لتتابع تمددها الأفقي والعامودي فضلاً عن تفاقم نتائجها على المستوى الخاص لمن يعانيها وعلى المجتمع ككل، فهل يستطيع ساسة التطرف في الكيان المدعوم بآلة هائلة من الدعم السياسي والاقتصادي والاعلامي الغربي تجاوز ذلك..؟ّ !.. قطعاً لا.. فهي الحقيقة التي لا يستطيع تغطيتها أي تضليل او تحويرها بأي خداع مهما كان مصدره وقوته. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك