الأخبار

كمال زكارنة يكتب : بالعقل..العرب قادرون

كمال زكارنة  يكتب : بالعقل..العرب قادرون
أخبارنا :  

كمال زكارنة :
اثبت العرب انهم قادرون على اتخاذ المواقف القومية ،والتصدي لما قد يهدد امنهم الوطني والقومي ومستقبلهم ومصالحهم،عندما تتوفر الارادة اللازمة لمواجهة مخططات ومشاريع تستهدف قضيتهم المركزية فلسطين،ومستقبل اي دولة عربية او اكثر،ولديهم اوراق الضغط والوسائل الضامنة لحماية امنهم وارضهم وقضاياهم.
في حالتين مفصليتين ،وفي مواجهة مع نفس الرئيس الامريكي في مرحلتين متباعدتين خلال فترتي رئاسته،ترمب الاشد والاكثر تعصبا وانتماء وولاء للاحتلال الاسرائيلي ،استطاعت عدد من الدول العربية افشال مشروعه السابق صفقة القرن ،وتمكنت اخيرا من منع تنفيذ مخططه الاخير الهادف الى تهجير سكان قطاع غزة والاستيلاء على القطاع وتملكه،كما كان يخطط ويطرح.
الملك عبدالله الثاني بحكمته السياسية والدبلوماسية المعروفة ،وقدرته على مخاطبة الغرب والامريكان باللغة والاسلوب والخطاب الذي يفهمونه ،ومن خلال جهود سياسية مكثفة على الصعيدين الدولي والاقليمي ،نجح في تغيير تفكير الادارة الامريكية ،ودفعها للتخلي عن فكرة تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة الى الاردن ومصر ،خلال اللقاء الاول مع ترمب،مصر ايضا اكدت رفض المشروع والفكرة وحشدت جيشها على حدود قطاع غزة ،ورفض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لقاء الرئيس ترمب والحديث في هذا الموضوع،وتمسكت المملكة العربية السعودية بثوابتها ومواقفها ازاء القضية الفلسطينية ومسألة التطبيع مع الاحتلال،واكدت ان لا تطبيع مع الكيان قبل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
واثمر التنسيق الاردني المصري السعودي ،عن بناء موقف عربي موحد في مواجهة مخطط التهجير للشعب الفلسطيني ،من قطاع غزة،لان العرب يدركون جيدا ان تهجير سكان القطاع، سوف يتبعه تهجير سكان الضفة الغربية ،وان الدفاع عن بقاء سكان القطاع في ارضهم وتبيتهم اليوم، وتعزيز صمودهم فيها،يعني الدفاع عن بقاء وتبيت سكان الضفة الغربية وصمودهم فيها ،ومنع تهجيرهم مستقبلا.
خطة مصرية مدعومة عربيا لاعادة اعمار قطاع غزة ،والحفاظ على بقاء سكان القطاع في ارضهم ،تغلبت على خطة امريكية اسرائيلية لتهجير سكان القطاع ،وحمت القطاع ارضا وشعبا من الاقتلاع السكاني والتطهير العرقي،ومن احتلال الارض وشطبها من الخارطة الجغرافية الفلسطينية.
حماية الضفة الغربية التي يتهددها الضم وفرض السيادة الاحتلالية عليها من جديد،مسؤولية عربية جماعية ودولية ايضا،والموقف العربي المشترك الذي رأيناه في مواجهة مشروع تهجير اهالي غزة،والذي شكلت كل من الاردن ومصر والسعودية نواته الصلبة ، يتمنى الشعب الفلسطيني ان يراه اليوم، يتجسد في التصدي للمشروع والحلم الصهيوني، الرامي الى ضم الضفة الغربية ،واعتبارها يهودا والسامرة ،وترحيل سكانها الفلسطينيين الى الدول العربية وخاصة الاردن.
عندما تقوم الاجهزة الامنية الاسرائيلية ،بعملية تفجير مفبركة من خلال زرع خمس عبوات ناسفة ،يفجرون ثلاث منها في حافلات فارغة ولم يصب احد بأذى ،وعبوتان لم تنفجرا،وتوجيه التهم الى مخيم طولكرم،وعلى الفور تتخذ حكومة نتنياهو قرارا بنشر ثلاث كتائب عسكرية اضافية في الضفة الغربية،ويقوم نتنياهو ووزير دفاعه كاتس،بزيارة قوات الاحتلال العاملة في مخيم نور شمس بطولكرم ،وهما يرتديان اللباس العسكري الكامل، والستر المصفحة الواقية من الرصاص ،ومدججان بالسلاح والقنابل ،فان هذا يعني بالمفهوم العسكري، انهما يزوران جبهة عسكرية مشتعلة ،وانهما مصران على مواصلة الحرب والقتال والاحتلال ،وان تعزيز هذه الجبهة بثلاث كتائب عسكرية، له اهداف عسكرية جديدة في الضفة الغربية.
نفهم من كل هذه الاجراءات والقرارات الاسرائيلية، ان حكومة نتنياهو قد اعلنت الحرب الشاملة على الضفة الغربية،لتحقيق اهداف استراتيجية بعيدة المدى ،اهمها الضم والتهجير.
ولا يخفي الاحتلال اهدافه ومشاريعه وفتح شهيته لابتلاع الضفة الغربية ارضا،واقتلاع سكانها وتفريغها منهم،الامر الذي يتطلب التصدي لهذا المشروع الاجرامي فلسطينيا وعربيا ودوليا.

مواضيع قد تهمك