الأخبار

لارا علي العتوم : الكلمة الفصل

لارا علي العتوم : الكلمة الفصل
أخبارنا :  

تأرخت كلمات الفصل لما لها من آثار، بعضها كان ايجابياً على أمته وبعضاً منها كان سلباً وتعددت كلمات الفصل التي سمعناها في الفترةات الماضية وجميعها لا تصب في المصلحة العربية فقط بل العالمية ايضا لأن ليس فيها سوى ما يحافظ على أمن المنطقة، صحيح ان الجغرافيا لا تُحدد المصالح بل الاختيارات، فماذا لو كانت الجغرافيا والاختيارات معاً يحققان المصالح.

ليس من باب التباهي يقال ان سقطت مصر ستسقط المنطقة فعلياً وليس من باب التباهي يُقال ان سقط الاردن او عمت الفوضى فيه فستنفجر المنطقة انفجارا ليس له مثيل وليس باب التباهي يقال يستوجب الحفاظ على استقرار سوريا حتى في اصعب الاوقات حتى لا يكون خط نار مستقيم باتجاه اسرائيل لن تخمده اطار الدنيا، ولم يٌقال من التباهي ما قيل عن العراق وما يُقال عن اليمن وجميع بلدان الوطن العربي، فكل دولة من دول وطننا العربي الغالي لها اهميتها واستراتيجتها ومكانتها، وقد تكون الاطماع واضحة في فلسطين إلا أنها كانت وما زالت في جميع الوطن العربي دون أي استثناء، وليس من باب استعراض القوة قال ملكنا عبدالله الثاني بن الحسين ان فلسطين فلسطين والاردن هو الاردن، ولن نفتح باب امام التهجير.

تم ايقاف الموظفين الأردنيين الذين يعملون ضمن مشاريع الوكالة الامريكية للتنمية، لعدم توفر رواتبهم، وهذا يطرح سؤالاً لماذا لا يتم توقيع اتفاقية تعاون بين وكالة التنمية الامريكية والحكومة الاردنية بموجبها يتم التوظيف في الوكالة الامريكية من خلال الحكومة الاردنية او توقيع بروتوكول تعاون فيما بينهم يضمن حق الموظف الاردني في اي حالة قادمة، فهذه ليست الحالة الاولى التي تدفع فيها المملكة الاردنية ثمن مواقفها إما بجانب قضيتها الاولى فلسطين او فيما يخص العراق العزيز ومواقف أخرى كثيرة.

لم يبخل الاردن يوما بشيء عن توأمه فلسطين، قدم لها كل ما يستطيع من ارواح واموال واعمال، حتى انه يحفظ له وطنه بقدر المستطاع من خلال الحشد الذي يمارسه جلالة الملك عبدالله الثاني واخوته من القادة العرب لحفظ الحق الفلسطيني.

عرف التاريخ كلمات الفصل كثيرة ومتعددة، جميعها تصب في مصلحة أممها، وما كلمات الفصل الاسرائيلية الا تكملة لمأساة ستدخلها المنطقة من جديد، كأن السلام لا يعنيها بشئ، صحيح ان كلمات الفصل الغربية جاءت بمساندة السلام وخاصة كلمات الرئيس الامريكي ترامب الذي يحاول تعديل المسار من المواجهة الحربية الى المواجهة الاقتصادية إلا أننا لم نلمس لها واقع وهنا استذكر كلمات كبير أمتنا الامير الحسن بن طلال عندما قال قبل يومين في افتتاح مؤتمر في العاصمة الاردنية عمان بما يعني ان علينا ان نعي ونعرف الفرق بين السلام الحقيقي التنموي الانمائي والسلام الحقيقي الاقتصادي، استوقف هذا القول الجميع الذين اعتبروه كنقطة علينا التفكير بها ملياً لمنع ما يتم العمل على منعه ولا سيما أن الايام برهنت بأن كلمات سموه تحمل التحذير وعدم الانجرار السريع بل التأني والدراسة الوافية للخطوة العربية القادمة التي ستكون الفصل في مستقبلنا.

حمى الله أمتنا- حمى الله الأردن.

ــ الدستور

مواضيع قد تهمك