الأخبار

حيدر محمود : «أَيّوب».. عندما خَرَج عن صَبْرهِ!!

حيدر محمود : «أَيّوب».. عندما خَرَج عن صَبْرهِ!!
أخبارنا :  

«أَيّوبُ».. لم يَصْبِرْ –كما يَتَوهَّمُ الحكماءُ-

عن جُبْنٍ..

ولكنّ السَّوافيَ أَسلَمتْهُ إلى السَّوافي!

في ظهرِهِ مليونُ سكّينٍ..

وفي رِئَتيْهِ آبارٌ من السُّمِّ الزُّعافِ

ويداهُ موثقَتانِ،

والقَدمانِ مُوثَقتانِ

والدُّنيا على «أيوب» مُطْبِقَةً بِفَكّيْها

تُريدُ حياتَهُ،

ويُريدُ مَوْطِنَهُ المُعشِّشَ فيهِ

كالطَّيْرِ الخُرافي!

يَفْنى.. فيبعثُهُ..

وَيْفنى ثُمَّ يبعثُهُ..

فَيُمعِنُ في محبّتهِ.. ويحلفُ: أَنْ يُوافي!

وَلَهُ –إذا الْتَقتِ الأصَابعُ-

كُلُّ ما يَشْتاقُ مِنْ فَمِهِ، ومن دَمِهِ

ومن نَبْضِ الشِّغافِ

ولهُ الذي يُرضيهِ من دَمْعٍ على مِنْديلهِ

ومن اعترافِ..

ولهُ بداياتُ الفصولِ،

لهُ بواكيرُ القطافِ..

هُوَ ذا الفَتى المَجْبولُ من طينِ الأَسى،

والجوعِ، والعَطَشِ المُدمِّرِ،والطّوافِ..

هو ذا الفتى –الرَّقَمُ الذي

لم يَرْثهِ أَحدٌ من الشعراءِ -حينَ قَضى-

يقومُ من الرَّدى..

كفّاهُ من لَهَبٍ، ومن غَضَبٍ،

على كُلِّ «الخِرافِ»!!

* بعضُ الذي ينبغي أن يقال.. و»أَيّوب» في طريقهِ إلى الشمال!!

ــ الدستور

مواضيع قد تهمك