فايز الفايز : هل يصدق نتنياهو بوعده؟
من المفترض اليوم الأحد أن يبدأ وقف إطلاق النار على غزة، وجوارها من كل المدن والقرى والبيوت المهدمة والنحيب الذي لم يجد نفعا على الشهداء الذين روو بدمائهم أرض غزة، والقذائف التي كانت تسقط على رؤس الغزيين من كل جانب، حيث زاد عدد الشهداء من أطفال ونساء وشيوخ وشباب بما يربوا عن خمسين ألف شهيد، وكانت دول العالم الحرةّ تتضامن مع غزة وأهل غزة وأطفال غزة من أقصى القارات لأقصاها، الجميع كان مفجوعاً، ولم يتخلف عن التأييد لشعب غزة سوى شعوب مقهورة تخشى البطش بها، وخوفا من الإعتقالات والسجن، بل إن كثيرا من دول نعرفها ك?ا تعرف العقرب دالتها أرغمت شعوبها لصمت مريب.
نتنياهو و زمرته القاتلة لا يؤمن مكره، فهو لغا بدماء الفلسطينيين طوال سنوات عجاف قتل فيها مئات الآلاف قبل طوفان الأقصى بكثير، بل إن المدن الفلسطينية في الضفة الغربية نالها الدمار وأشعلتها النيران والعرب أجمع يتأفأفون بألسن صامته مرتجفة، ومهما كان الثمن فإن القيامة اقتربت لينادى كل فريق عما صمت عن قتل الأبرياء، و ليس بعيدا عن نتنياهو أن يقبل بمبادلة الرهائن الفلسطينيين مقابل الرهائن الاسرائيليين.
كم من الأيام والشهور الطوال زرع فيها المجرم وزمرته بدعم من إدارة بايدن ليسجل في تاريخه أقذر مأساة ضد شعب أعزل دعم فيها الجيش الصهيوني وقادتها بكافة أنواع الأسلحة الفتاكة، ومع ذلك صبر الغزيون على قضاء الله، فهم يتذكرون جيدا كيف كان آبائهم منذ العام 1948 ينالهم الويل والتهجير والتدمير، وهاهم اليوم لا يدرون أهي النهاية أم ستكون هناك بداية أخرى يتنفسون فيها الصعداء لوقف إطلاق النار.
الحرب العرقية لم تكن بين عرب فلسطين منذ سنين طويلة وبين اليهود الذين دفعت بهم بريطانيا ودول شرق أوروبا، وهذا كان مسمار جحا، فقد تكالبت دول لتدعم بقاء الصهاينة خشية عودتهم لتلك البلاد الغربية، فهم يدركون أن عودة اليهود آنذاك ستسبب لهم صداعاً مثلما صدعوا العالم بالمحرقة، ولذلك فقد تم طرد نصف أبناء الشعب الفلسطيني من بيوتهم في حرب 1948، و البعض الأخر بسبب أحداث الحرب، ومنها بسبب سياسة التهجير القسري، وتم إحتلال 78% من الأراضي الفلسطينية، ولم يبق عرب في تلك الأراضي تقريبا،ففي 48 تم تهجير 750 ألف عربي وبقي أقل ?ن مائة ألف و تم تدمير مئات القرى، وأقيمت على أنقاضها بلدات يهودية و أحياء كاملة في المدن أخليت من سكانها وتم إسكان القادمين اليهود فيها، لذلك سيبقى الإحتلال والطرد القسري للفلسطينيين يلازمان بعضهما البعض، فالتطهير العرقي كان مؤسساً،
و ها هي شمس اليوم ستشرق مرة أخرى على أهلنا في غزة، ومهما كان الثمن فهم لم يغادروا أرضهم ولم يخضعوا لإملاءات العدو الصهيوني، و لكننا اليوم على غير يقين بأن حكومة النتنياهو ستفي بما حصلت عليه من تبادل للأسرى من الجانبين، و ستبقى القضية الفلسطينية ماثلة أمام كل عربي تنكب عنها، وسيبقى الأردن هو الوحيد الذي أعطى ودعم قبل كل حروبهم للفلسطينيين دون أي منة، كما قال جلالة الملك في كل محفل عالمي، لن نترك أهلنا في فلسطين لينهبهم القتل والتدمير والجوع.
ــ الراي
Royal430@hotmail.com