الأخبار

علماء: إحدى العادات الدينية للفايكنغ القدماء سببها ثوران بركاني

علماء: إحدى العادات الدينية للفايكنغ القدماء سببها ثوران بركاني
أخبارنا :  

اكتشف علماء الآثار في جزيرة بورنهولم بشمال أوروبا أدلة على أن ثوران بركانين قديمين حدث قبل حوالي 5 آلاف عام، أثر على المناخ في شمال أوروبا، مما أدى إلى ظهور عادات دينية جديدة.

 

قال الأستاذ المساعد بجامعة كوبنهاغن رون إيفرسن: "يوجد في جزيرة بورنهولم بشمال أوروبا نوع فريد من القطع الأثرية على شكل ما يسمى بـ"أحجار الشمس"، وهي عبارة عن دوائر مسطحة من الطين الصفحي مع نقوش تمثل الشمس وزخارف مختلفة. وعلى الأرجح، كانت هذه الأحجار رمزا للخصوبة، وتم العثور على أقدم هذه القطع الأثرية التي يبلغ عمرها حوالي 4.9 ألف عام في خنادق القرابين بجنوب الجزيرة".

وأشار علماء الآثار إلى أن أحجار الشمس تم اكتشافها لأول مرة في جزيرة بورنهولم في عام 1995. وفي العقود التالية اكتشف الباحثون حوالي 600 قطعة أثرية مماثلة، ويحمل معظمها صورا للشمس وأشعتها وظواهر مرتبطة بها. وتم العثور على معظم أحجار الشمس داخل خنادق القرابين الخاصة مع بقايا حيوانات وطعام كان سكان الجزيرة القدماء يتناولونه خلال طقوس يُعتقد أنها مرتبطة بالحصاد.

أحجار الشمس / sciencenews.org

واهتم علماء الآثار والمؤرخون منذ زمن بعيد بظروف ظهرت فيه هذه القطع الأثرية، وما هي أغراض استخدامها من قبل الفايكنغ القدماء (الشعب في شمال أوروبا).

وللإجابة على هذا السؤال، قام الباحثون من الدنمارك وألمانيا بدراسة شاملة لظروف الحياة في مستوطنتين قديمتين في جزر بورنهولم وفاساجارد وريسيبيرج، حيث تم العثور على جميع أحجار الشمس المعروفة تقريبا. وبالإضافة إلى ذلك، استعاد العلماء الظروف المناخية في شمال أوروبا في تلك الفترة باستخدام عينات جليدية من غرينلاند وأنتاركتيكا.

وأظهر التحليل الذي أجراه الباحثون أن الغالبية العظمى من أحجار الشمس تم دفنها في خنادق القرابين في نفس الفترة تقريبا، أي قبل حوالي 4.9-5 آلاف عام، وبعد ذلك اختفت هذه العادة. وصاحب ظهورها واختفاءها تغيرات حادة في الثقافة المادية للفايكنغ القدماء وتدهور الظروف المناخية في شمال أوروبا، مما يشير إلى وقوع أحداث كارثية أثرت على العادات الدينية لسكان بورنهولم القدماء.

ويفترض الباحثون أن الكارثة المذكورة هي ثوران بركانيين قويين وقع في عامي 2931 و2910 قبل الميلاد، وتم العثور على آثار لهما في طبقات الجليد في غرينلاند وأنتاركتيكا على شكل جسيمات الرماد ومركبات الكبريت. وتسببت جسيمات الهواء التي أطلقها الثوران البركاني في تبريد حاد للمناخ وإضعاف قوة أشعة الشمس بشكل ملحوظ، مما أدى إلى فشل المحاصيل في بورنهولم ومناطق أخرى في شمال أوروبا، الأمر الذي دفع بسكانها إلى البحث عن طرق "لإعادة" الشمس إلى حالتها السابقة.

المصدر: تاس

مواضيع قد تهمك